إخوان اليمن السير على خطى التكفير والهجرة
إن قراءة الحاضر اليمني في قلب مشهد ملفات المنطقة المتفجّرة و تواتر أحداثها المتسارعة وتشابك المصالح الدولية هنا وتنافرها هناك أمر بالغ الصعوبة .
ففي حرب اليمن وجد التحالف العربي حلفاء يبدلون تحالفاتهم بين عشيّة وضحاها ؛ وعُرى ولاءات تتفكّك مساء وفي الصباح يعاد ربطها من جديد ؛وخصومات دائمة مزمنة يفتتها ترياق تلاقي المصالح الآني وإن بالمضرّة فجورا ؛ فالثابت سياسيا لا يخضع بالمطلق لمنطقية حسابات قد تبدو للوهلة الأولى تحولات تحتاج الى معجزات لتحدث ؛فمن كان يتصور أن صنعاء التي اختطت تاريخها الحديث في عهد صالح قد تخذله في لحظة فارقة من الزمن فلا يجد في شوارعها ومنازلها ملجأ ومأوى يحميه لساعات حين احتاج اليها ليعيش ؟
ومن كان سيصدّق بأن الجنوبيين الذين جردهم صالح حتى من سكاكين المطابخ حد قول المبعوث الدولي الأوَل الى اليمن السيد " جمال بنعمر " هم من سيصنعون الفرق في معركة اليمن ؟
ومن كان ليتنبأ "بأن قطر التي كانت حاضرة الجبل في نهم ومأرب اليمنية ضمن دول التحالف العربي لحولين كاملين سرعان ما تُفطِم و تقلب للتّحالف ضهر المجن مفعّلة تحالفاتها القديمة الجديدة علناً آخذة بكلّ ما أوتيت من قوّة الى ضرب محيطها الخليجي و إدراكها الجازم بأن فعلها ذلك ربّما يقطع جذع الشجرة الذي تقف عليه .
دروس :
ومما خلص اليه التحالف العربي من حربه الطويلة في اليمن أيضاً " أن الحوثيين ما كانوا ليتمكنوا من السيطرة على كافة محافظات الشمال ذات الغالبية السكانية لو لم يكن لديهم حاضنة شعبية قوية وتأييد يستند الى قوى دينية وقبلية مؤثرة بالإضافة الى عوامل أخرى موضوعية ؛ومما خلُص أليه التحالف كذلك : أن من شأن وجود هذه العوامل في اليمن ترجيح معادلتي النصر و الخسارة عسكريا وسياسياَ.
الخطر الأكبر :
مع تنامي الخطر الذي أضحت تشكله الكيانات السياسية والحزبية اليمنية (المؤيدة ) للتحالف العربي على مصير مألات المعركة في اليمن ؛كان لابد للتحالف من إيجاد شريك حقيقي فاعل ووثيق قادر على تغيير المعادلة على الأرض لصالحه ؛ وكان لابد له أيضا من اختبار إمكانيات هذا الشريك وقدراته ووزنه جماهيريّا وسياسيا وعسكريّاً ؛ ولذلك فقد وجد التحالف في المجلس الانتقالي الجنوبي شريكاً استراتيجياً يمكنه الوثوق به والاعتماد عليه مستقبلا مقابل كيانات دعمها التحالف قبل الحرب وأثنائها ووفر لها كل سبل النجاح ووسائل الفوز والضفر لجدها بعد ذلك كله وقد انتصرت لإعدائه وألقيت تسعى الى إفشاله في جزاء غريب لا يمت لمعطيات السياسة وأبجديات وقائع الأرض بصلة ؛ فبدلا من أن تستثمر تلك القوى السياسية اليمنية ذلك التأييد لصالحها والتحالف عادت لتمارس ما جبُلت عليه طوال سنوات عشرتها مع صالح وبذات اساليبها القديمة .
ومع أن تلك القوى ما فتئت تردد ليلا نهارا تمسكها بشرعية الرئيس لكنها عمليا لا تريد من هادي الإ أن يعمل معها بمنصب رئيس ؛ولأن تلك القوى السياسية المجموعة اليوم في رباط الشرعية بمرجعياتها الراديكالية الإسلاموية سرعان ما تفقد صبرها مع أول ضربة تتلقاها ؛ فتلجأ طرديّا الى العنف المضاد وقد رأينا ذلك حاضرا في ليبيا ثم سوريا وتاليا صنعاء فتركيبتها التنظيمية لا يمكنها البتّة التماهي والتمازج مع مفاهيم السلمية والصبر و سياسة النفس الطويل وإن هي فعلت ذلك كانت أقرب الى التشظي والتنازع البيني السريع ؛ ولعلمها يقينا أن النضال السلمي يحتاج الى مخزون هائل وطاقة جبارة روافدهما إما نوازع عقدية أو دوافع وطنية وهذا ن التطبيقان لم يعد لهما وجود في دواخل تنظيمات الإسلام السياسي ؛ أزاحهما وحل ّمكانهما لهاثها المرثوني خلف صولجان الحكم وكرسي الرئاسة
فج الحوثيين :
اليوم وبعد ذلك كله بات واضحا أن حزب التجمع اليمني للإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن قد سلك طريقا واضحا معلنا ضد التحالف العربي والإمارات العربية المتحدة تحديدا وبات يسعى بكل قدراته المستندة الى دعم قطري كامل الى إفشال الدور الإماراتي في اليمن من خلال :الاستهداف الإعلامي الممنهج تارة وحملات التشويه والتشهير تارة أخرى وبالتآمر مع الحوثيين مرات ومرات .
أساليب أكثر قبحا :
في محافظة تعز أخرج الإصلاح قبل أسبوع مسيرة مناوئة للتحالف ؛ ولعلمه بعدم مقدرته على تكرار التجربة في عدن فقد لجأ الى جلب المئات من الأسر من محافظات الحديدة وإب وتعز ونقلهم الى عدن وقدم لهم مساعدات باعتبارهم نازحين ووفر لهم مساكن في حيي المعلا وكريتر حتى يكون أفراد تلك العائلات رهن إشارته و أدوات بيده يمكنه عبرهم و بالاتفاق مع شخصيات جنوبية موالية لإيران كتيار فادي باعوم وقيادات من المقاومة الجنوبية تناصب المجلس الانتقالي والإمارات العداء ابتداء لأسباب لا يتسع هنا المجال لذكرها ؛ إحداث أكبر قدر من الضجيج والصراخ والعويل باسم اسر المعتقلين ؛ورسم الحزب خطة شهرية ينفذ خلالها خطوات عملية تستهدف الإمارات والمجلس الانتقالي على النحو التالي :
إثارة قضية معتقلين على ذمة قضايا إرهابية في عدن والمكلا عبر ملصقات ومقالات ومواضيع مشتركة مع صفحات تابعة للقاعدة وداعش على مواقع التواصل الاجتماعي
إدخال 20 هاتف جوال قدمها مكتب الجزيرة في اليمن لمعتقلين من تنظيمي القاعدة وداعش في سجن بئر أحمد لتصوير مشاهد انتهاكات ينفذها السجناء أنفسهم مع بعضهم البعض تتضمن الضرب وعصب العيون والصراخ .تحسين العلاقات مع الحوثيين وعقد جلسات حوار سرية معهم في كل من صنعاء والدوحة .تشجيع وزراء في الشرعية ومسؤولين على توجيه انتقادات واتهامات مغرضة ضد الإمارات والانتقالي وربط ذلك بالحصول على الامتيازات والدعم والترقيات والحصول على المناصب .
توفير الدعم الكبير لعدد من الإعلاميين – جنوبيين – للعمل على تشويه الدور الإيجابي للتحالف .
استغلال علاقة سفير يمني في دولة كبرى بمحققين في منظمة هيومن رايتس ووتش لإجراء تحقيقات في اليمن تكون نتائجها مسيئة للتحالف العربي .
الضغط على الرئيس هادي لإطلاق معتقلين ثبت تورطهم في قضايا إرهاب وارتباطهم بدعم مجاميع إرهابية مسلحة
قيادة حملات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات فضائية ينفذها اعلاميون تابعون للحكومة الشرعية واعلاميون حوثيون ومواقع ناطقة باسم تنظيمي القاعدة وداعش