تصريحات حيدان وتحركات الميدان.. هل يمهِّد إخوان الشرعية للعدوان على عدن؟
أثارت تصريحات وزير الداخلية في حكومة المناصفة إبراهيم حيدان، كثيرًا من الجدل فيما يخص تطورات الأمور في المرحلة المقبلة وتحديدًا فيما يخص العاصمة عدن.
حيدان أطل من مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، ممهِّدًا الطريق نحو تصعيد عسكري قد يطال العاصمة عدن في الفترة المقبلة، عبر إلقاء قنبلة سياسية وأمنية بشأن وجود "خلايا نائمة" على الأرض.
حيدان حاول تحسين سمعة "الشرعية" عبر الإدعاء بأنّ هذا النظام المخترق إخوانيًّا حريص على إنجاح اتفاق الرياض، وأنّه يولي اهتمامًا بالعمل على تحقيق الاستقرار، غير أنّ تصريحاته حملت تمهيدًا على ما يبدو لشن عدوان عسكري ضد العاصمة عدن بذريعة مواجهة هذه "الخلايا".
اللافت أنّ تصريحات حيدان تزامنت مع دعوات سياسية وصفها مراقبون بـ"المشبوهة" دعت للتظاهر في العاصمة عدن، روّجت لها مكونات سياسية مشبوهة عرف عنها العداء للجنوب.
تشير هذه التطورات إلى أنّ نظام الشرعية يمهّد الطريق نحو إحلال فوضى عارمة في العاصمة عدن، سواء سياسيًّا أو أمنيًّا، وذلك في محاولة لإحكام قبضتهم أو بتعبير أدق احتلالهم الغاشم على العاصمة.
لا تنفصل هذه التطورات على الإطلاق بما ينفّذه نظام الشرعية من أجندة سياسية خبيثة تقوم على محاولة إفشال اتفاق الرياض بشكل كامل، وذلك في محاولة لهدم المكاسب العديدة التي حقّقها الجنوب تحت قيادة المجلس الانتقالي، خلال الفترات الماضية.
يشير هذا الذي يحدث على الأرض بكل وضوح إلى أنّ المليشيات الإخوانية تحاول فرض سيطرتها على العاصمة عدن والجنوب بشكل كامل وبالتالي إسكات صوت مواطنيه الداعين إلى استعادة دولتهم، ومن ثم تكون التنسيق بسهولة مع الحوثيين بإبقاء الوضع على ما هو عليه.
نظام الشرعية وهو يُجهز على ما يبدو لعدوان جديد على العاصمة عدن، فهو يتذرع بتردي الخدمات، وذلك على الرغم من أنّ هذا النظام المخترق إخوانيًّا يتهرب من التزاماته تجاه المواطنين في العاصمة عدن ومختلف أنحاء الجنوب، بل ويعمل على تحشيد كميات ضخمة من النازحين.
وفي الوقت الذي تعاني محافظات الجنوب من قيظ الصيف، وانعدام الكهرباء، وشح إمدادات المياه، وضعف قدرات البنية التحتية، يرفض نظام الشرعية النظر بعين الرأفة إلى حال المواطنين في الجنوب، وبدلًا من العمل على تخفيف معاناتهم، اتجهت إلى الضغط على الواقع المعيشي بتوجيه آلاف من النازحين يوميًا إلى العاصمة عدن، ومحافظات الجنوب المختلفة، في ظاهرة عمقت أزمات الخدمات والمرافق وضاعفت الضغط على البنية التحتية.
يُشير ذلك أيضًا إلى أنّ نظام الشرعية يحاول في هذا السياق إغراق الجنوب وتحديدًا العاصمة بتجمعات بشرية ضخمة، بما ينذر بالمزيد من الأعباء التي تحاصر المواطنين على الأرض.
ولا يبدو أنّ الأمر يقتصر مجرد تصريحات تحمل أبعادًا سياسية، فعلى صعيد الميدان رُصدت تحركات واسعة لعناصر من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، يتم تحشيدها من منطقة العرقوب إلى شقرة في محافظة أبين.
ورصدت هذه التحركات للعناصر الإرهابية بغطاء من مليشيات الشرعية الإخوانية، وانطلاقًا من معسكراتها.
وحتى لا تنجح المؤامرة الإخوانية على هذا النحو، فإنّ الجنوب بكل مكوناته مطالب بتوخي الحذر والتأهب لمختلف السيناريوهات، سواء على الصعيد الأمني والعسكري بأن تُظهر القوات المسلحة وكافة الأجهزة والأفرع استعدادًا لمواجهة أي مخاطر أو تهديدات أو تحديات.
في الوقت نفسه، فإنّ الشعب الجنوبي مطالب بتوفيت الفرصة أمام المكونات المشبوهة التي تروّج على مدار الوقت بأنّها تتبع الجنوب لكنّها أبعد ما تكون عن قضية الشعب العادلة، وتستهدف بشكل واضح محاولة النيل من الجنوب بشتى الطرق.