طوارئ الحوثيين في صنعاء.. ما قبل السقوط الأخير
لليوم الرابع على التوالي، تعيش العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، حالة استنفار قصوى وطوارئ غير معلنة، منذ اعترافهم بمصرع رئيس ما يسمى المجلس السياسي صالح الصماد، بغارات للتحالف في مدينة الحديدة.
ورفعت الميليشيات حالة التأهب والجاهزية إلى الحد الأقصی، ونشرت مسلحيها بكثافة، واستحدثت عشرات نقاط التفتيش في العاصمة صنعاء وبقية المناطق التي مازالت تسيطر عليها.
وبين خمسة أيام حتى اعترافها بمصرع الصماد (الاثنين)، وخمسة أخرى لتحديد موعد تشييعه، غدا السبت في ميدان السبعين بصنعاء، تعيش قيادات الميليشيات حالة من الإرباك المعززة بالخوف على حياتها، والخطر الحقيقي من الرفض الشعبي المتنامي ضدها، ما دفعها إلى اتخاذ كل وسائل التهديد والإرهاب ضد السكان في مناطق سيطرتها لتحشيدهم، بما في ذلك استخدام المساجد والمدارس والموظفين في مؤسسات الدولة لإجبارهم على حضور التشييع.
وتسعى الميليشيات من وراء ذلك، بحسب سياسيين يمنيين، إلى إيهام الرأي العام أنها ما زالت تحظى بشعبية، واحتماء قياداتها المرعوبة من اختراق التحالف العربي لتحصيناتهم الأمنية والوصول إلى المطلوب الثاني في ميليشياتهم، بالمواطنين الذين يتم حشدهم بالترهيب والقوة.
كما فرضت إتاوات مالية إجبارية على التجار في مناطق سيطرتها بمبرر حشد الجماهير لتشييع الصماد.
وأرغمت الانتكاسة التي منيت بها الميليشيات في الحضور الشعبي الضعيف لما أسمتها "مسيرة البنادق" (الأربعاء) في الحديدة رغم محاولتها استثمار مقتل الصماد، على فرض طوارئ غير معلنة واتخاذ إجراءات أمنية مشددة، لعدم تكرار ذلك وإحضار أكبر عدد بأي طريقة في جنازته.
ويرى مراقبون في الخطوات التي لجأ إليها الحوثيون، مؤشرا على تهاوي سلطتها الانقلابية وعدم تماسكها وإدراكها أنها لم تعد مقبولة لدى الشعب، وعدم احتماله بقاءها، الأمر الذي يدفعها إلى خلق حالة من الرعب لدى المواطنين في مناطق سيطرتها وتقييد تحركاتهم، لافتين إلى كل ما تتخذه حاليا هي محاولات "يائسة" لتأخير اقتراب انهيارها وسقوطها الأخير واندثار مشروعها المدعوم إيرانيا.
وبحسب الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، رشاد عبدالله سيف، فإن جماعة الحوثي باتت تدرك الخطر المحدق بها، الأمر الذي قادها إلى تعزيز الحضور الأمني وإشعار المواطن بأنها لا تزال قادرة على فرض تواجدها.
ورفع مخاوف قيادات الحوثيين، نجاح التحالف العربي باستهداف المطلوب الثاني على قائمته، ورأس سلطة الأمر الواقع الانقلابية (شكليا)، في عملية استخباراتية دقيقة تنبئ عن اختراقات أمنية كبيرة في صفوفها، وتزامنت مع نجاحات أخرى للتحالف مكنته من قتل أكثر من عشرة قيادات حوثية بارزة غالبيتها من الصف الأول خلال الأسبوع الجاري فقط.
وكل يوم يمر تشعر ميليشيات الحوثي بالحلقة الأخيرة تضيق عليها وتلمس عزلة شعبية وتنامي غليان ورفض مجتمعي يسود العاصمة والمحافظات التي تسيطر عليها حتی وإن لم يخرج إلى وسائل الإعلام إلا النزر اليسير منه.
العربية