مؤتمر إثيوبيا.. وهوية الجنوب رادعة الشرعية
رأي المشهد العربي
برهن المؤتمر الفاشل الذي حاولت مليشيا الشرعية الإخوانية عقده في إثيوبيا على حجم الرعب الذي ينتاب هذا الفصيل الإرهابي من هوية الجنوب ومدى تمسك الجنوبيين بها.
الشرعية استعانت بمكونات مشبوهة تدعي الانتماء للجنوب لكنها أبعد ما تكون عن قضيته العادلة، وذهبت لمحاولة عقد مؤتمر في أديس أبابا بغية فرض اليمننة على الجنوب عبر الكثير من الشعارات الزائفة.
لم تنجح الشرعية في عقد المؤتمر على الرغم من توجه كثير من القيادات إلى هناك ورغم الدعم اللا محدود من أجل المضي قدمًا في محاولة ضرب القضية الجنوبية، وفشلت الشرعية في فرض احتلالها الغاشم على هوية الجنوب عبر القضاء عليها بشكل كامل.
إقدام الشرعية على استهداف الهوية الجنوبية على هذا النحو أمرٌ يبرهن على مدى رعب مليشيا الإخوان من هذه الهوية، باعتبارها تشكل حائط الصد الأول في إطار الدفاع عن القضية الجنوبية.
هذه الحالة السياسية والوجدانية تفرض ضرورة تمسك الجنوبيين بهويتهم وتقويتها بين الأجيال المتعاقبة، عملًا على مواجهة العداءات التي تستهدف الجنوب على مدار الوقت، وذلك لتفويت الفرصة على الشرعية من أن تتمادى في ضرب الهوية الجنوبية، كخطوة أولى لترسيخ وتثبيت احتلالها الغاشم على الجنوب بشكل كامل.
ويمكن القول إن تعظيم التمسك بالهوية الجنوبية أمر يجابه محاولات الشرعية لتزييف الحقائق في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء من خلال ترويج مفاهيم "الوحدة المزعومة" التي عفا عليها الزمن.
في مواجهة ذلك، فإن تمسك الجنوبيين بهويتهم أمر يساهم في تشكيل جبهة شعبية تقف إلى جانب الجبهة السياسية والعسكرية في إطار تأسيس حائط صد يحول دون تمكن الشرعية من ضرب مفاصل الجنوب وغرس احتلالهم على أراضيه.
