سائقو الجواري.. شريان الاقتصاد في أبين
أبين – المشهد العربي:
تعتمد العديد من الأسر بمدينة جعار في محافظة أبين على عربة (الجاري) التي تجرها الدواب (الحمير) كمصدر دخل، من مهنة النقل بالوسائل البدائية، رغم دخول وسائل نقل حديثة منافسة لها كالعربة الثلاثية العجلات.
ويقول سائقو (الجواري) - المخصصة في الغالب لنقل البضائع وبعض مواد البناء - إنهم يعانون من المنافسة الشديدة التي فرضها عليهم أصحاب العربات الثلاثية العجلات، وغلاء ثمن الأعلاف.
وأشاروا إلى أن المهنة مرهقة، لاعتمادها على نقل البضائع ومواد البناء، من أسمنت وطوب فضلا عن مخلفات البناء لإبعادها إلى خارج المدينة.
غادرت المدرسة في سن مبكرة، من الصف التاسع الابتدائي، لأساعد والديّ في هذه المهنة، هكذا يقول الشاب عبدالكريم سعدان (22 عامًا)، مشيرًا إلى مزاولته المهنة منذ العام 2013م، بشكل مستقل.
ويضيف في حديثه للمشهد العربي أنّه دأب على مساعدة جميع زبائنه منذ أن بدأ هذه المهنة في طفولته، مؤكدًا أنها تتركز على حمل مواد ثقيلة من البضائع ومواد البناء، لرميها في أماكن بعيدة خارج المدينة.
ويلمح إلى رغبته في تغيير مهنته، أو على الأقل اقتناء عربةً ثلاثية العجلات، معبرا عن أسفه لعدم كفاية دخله لشرائها.
ويشير سائق الجاري، أحمد سالم علي، إلى تراجع عوائد المهنة، في مدينة جعار مع المنافسة التي فرضها عليهم أصحاب العربات ثلاثية العجلات.
ويوضح أنه يفكر في استبدال (الجاري) بسيارة لمزاولة مهنته، مضيفا أن الظروف المادية لا تساعد على اقتناء هذه العربة.
ويكشف المواطن أحمد محمد صرابي، (27 عامًا)، عن التحاقه بالحرفة عن طريق خاله، مؤكدا أنها تتطلب الكثير من الخبرة والمهارة في الإعداد ونقل البضائع، وترتيبها.
من ناحيته، يرجع زين محسن كبع، التحاقه بحرفة النقل باستخدام (الجاري)، مغادرته الدراسة في المرحلة الثانوية، إلى ظروفه الأسرية، مؤكدا أنه اتجه إلى العمل نتيجة العجز عن استكمال المرحلة النهائية للتعليم الثانوي.
ويؤكد رغبته في العودة إلى مواصلة الدراسة في حال تحسن وضعه المعيشي، والعثور على مصدر دخل ثابت.