بإسناد قوات التحالف.. انطلاق عملية « الجبال السود » ضد عناصر «القاعدة» في شرق اليمن
« الشرعية » تحرّر مناطق استراتيجية في صعدة.. وغارات تفتك بقيادات حوثية في صنعاء
عناصر من «الشرعية» في إحدى المناطق بالقرب من باب المندب. أ.ف.ب
أعلنت المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني، أمس، إطلاق عملية «الجبال السود» العسكرية، لملاحقة مسلحي تنظيم «القاعدة»، في المناطق الشمالية بمحافظة حضرموت شرق اليمن، بإسناد قوات التحالف العربي.
وفيما حررت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف، عدداً من المواقع الاستراتيجية في محافظة صعدة، أعلن عدد من مشايخ المحافظة انشقاقهم عن ميليشيات الحوثي الإيرانية وانضمامهم إلى الشرعية، في حين شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات النوعية على العاصمة صنعاء، أدت إلى تدمير مخزن أسلحة وقتل عدد من قيادات الحوثي.
وتفصيلاً، أمر محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء ركن فرج سالمين البحسني، صباح أمس، بتقدم القوات، بإسناد قوات التحالف العربي، إلى المناطق الشمالية لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة، وطردها من جميع المديريات التابعة للمنطقة العسكرية الثانية، بعد تطهير شريط الساحل لمحافظة حضرموت. وأطلق على هذه المهمة «الجبال السود» لزعزعة صفوف عناصر تنظيم القاعدة وملاحقتهم في الجبال.
وأفاد بيان صادر عن الناطق الرسمي باسم قيادة المنطقة، هشام الجابري، أن العملية التي تنفذها قوات المنطقة الثانية، بإسناد من قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، تحمل اسم «الجبال السود»، في إشارة إلى الطبيعة الجبلية للمناطق المستهدفة.
وأضاف أن قوات الجيش نفذت انتشاراً واسعاً وكبيراً في المناطق الشمالية لمحافظة حضرموت، وتحديداً في الحيسر، وقارة الفرس، والضليعة ولبنة. وأشار الجابري إلى أن «العملية جاءت عقب رصد تجمعات وتحركات لعناصر التنظيم الإرهابي في هذه المناطق، بعد أن لجأت إليها إثر تطهير مناطق ساحل حضرموت».
ولفت إلى أن «التنظيم استخدم هذه المناطق ممرات له لتنفيذ أعمال إرهابية، آخرها عملية حجر الأخيرة»، التي قُتل فيها 10 جنود في 28 مارس الماضي. وتتزامن العملية مع الذكرى الثانية (24 من أبريل) لتحرير مدينة المكلا ومديريات ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة، الذي ظل يسيطر عليها أكثر من عام، وذلك في عملية عسكرية خاطفة نفذها الجيش اليمني وتحالف دعم الشرعية.
في الأثناء، تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية الواقعة على الحدود بين اليمن والسعودية من جهة صعدة، معقل الحوثي الرئيس، وفرضت سيطرتها الكاملة على عدد من المواقع الاستراتيجية المطلة على آل صبحان في جبهة علب بمديرية باقم، تمهيداً لتطهيرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأكدت مصادر في «اللواء 63 مشاة» أن وحدات من قوات اللواء، بمشاركة من لواء الحزم وكتيبة المهام الخاصة، تمكنت من السيطرة على قرن مندبة الاستراتيجي، وعدد من السلاسل الجبلية المطلة على آل صبحان، إثر معارك خاضها الجيش الوطني مع الميليشيات، الليلة قبل الماضية.
وأشارت إلى أن الجيش غنم عتاداً عسكرياً متنوعاً خلّفته ميليشيات الحوثي في تلك المواقع، التي باشرت فيها الفرق الهندسية مهام نزع الألغام والعبوات الناسفة منها، فيما واصلت مقاتلات التحالف شن غاراتها على مواقع الميليشيات في مناطق عدة بصعدة، أدت إلى تدمير آليات ومصرع وإصابة عدد من عناصر الحوثي.
وكانت قوات مشتركة من الجيشين السعودي واليمني تمكنت من تحرير منطقتَي وعوع وراس الطير، الواقعتين بين البلدين، في عملية مشتركة للجيشين، كما تمت السيطرة على مخزن أسلحة للحوثيين يضم صواريخ وذخائر متنوعة.
من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة في صعدة انشقاق عدد من مشايخ المحافظة عن ميليشيات الحوثي الانقلابية ،وفرارهم مع عائلاتهم إلى السعودية، مؤكدين عند وصولهم منفذ علب الحدودي بين البلدين، أن الميليشيات في حالة غرق وقريباً ستكون نهايتها، وأنها بدأت عمليات تصفية وتنكيل بعناصرها وقياداتها بتهم الخيانة والتعاون مع التحالف والشرعية.
وفي صنعاء، أكدت مصادر محلية مصرع عدد من مشرفي وقيادات الحوثيين في غارات للتحالف، استهدفت مواقعهم في محيط ميدان السبعين ودار الرئاسة جنوب العاصمة، وأخرى استهدفت شمال العاصمة بالقرب من مطار صنعاء وقاعدة الديلمي ومنطقة الجراف.
وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات النوعية على مواقع للحوثيين في محيط ميدان السبعين، بالتزامن مع تشييع الميليشيات للصريع، صالح الصماد، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى الذي لقي مصرعه في غارة نوعية للتحالف، نهاية الأسبوع الماضي، ما أدى إلى فرار عدد من المشاركين في التشييع، واختفاء قيادات الصف الأولى من الميليشيات، وسط تأكيدات بأن عدداً من القيادات قُتل وأُصيب في الغارات التي كانت قريبة من منطقة التشييع.
وأشارت المصادر إلى أن مهدي المشاط، خليفة الصماد في رئاسة ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للانقلابيين، نجا من الغارات أثناء خروجه من مبنى دار الرئاسة، الذي استهدفته الغارات في منطقة السبعين، ما أدى إلى نقله إلى مركز أبحاث الدم القريب من مستشفى السبعين ليتأخر عن حضور عملية تشييع الصماد، في حين رفض أبوعلي الحاكم، القيادي البارز في صفوف الجماعة والمتهم الأول بتصفية الصماد، حضور التشييع.
وكانت مقاتلات التحالف شنت، ليل الجمعة - السبت، غارات على شمال المدينة أدت إلى تدمير مخزن أسلحة في جوار ملعب الثورة، القريب من تبة التلفزيون الرسمي، وأخرى استهدفت معسكر النجدة بالقرب من وزارة الداخلية، أدت إلى مصرع 38 مشرفاً أمنياً حوثياً كانوا يرتبون لتشييع الصماد إلى جانب مصرع وإصابة عشرات المسلحين الذين كانوا في المعسكر.
من جهة أخرى، باشرت عناصر الحوثي الانقلابية في العاصمة صنعاء، تنفيذ عمليات أمنية واسعة ضد سكان المدينة، دعا إليها مهدي المشاط عقب تنصيبه خلفاً للصماد، ومنها منع دخول العوائل أو الخروج من العاصمة إلا بتصريح من الميليشيات، والكشف عن وجوه النساء في نقاط التفتيش المنتشرة بكثافة في شوارع المدينة، التي كُثفت فيها عمليات التفتيش، مستعينة بعناصر نسائية ممن يعرفن بـ«الزينبيات».
وتأتي تعليمات المشاط عقب ارتفاع حدة التوتر بين عناصر الجماعة الانقلابية والقيادات العليا، التي تعيش حالة انفصام بين القيادات المحسوبة على الصماد والقيادات الموالية لرئيس اللجان الثورية للميليشيات محمد علي الحوثي وأبوعلي الحاكم اللذين يملكان القوة الأكبر في صنعاء.
وفي البيضاء، تستعد قوات الجيش اليمني، التي تلقت تعزيزات جديدة قادمة من مأرب وشبوة، لبدء عمليات عسكرية واسعة في أكثر من جبهة، وقطع طرق الإمداد الرابطة بين مركز المحافظة مدينة البيضاء ومديريات الجنوب والشمال، التي تقترب منها قوات الجيش.
وكانت قوات الجيش، مسنودة بالمقاومة والتحالف، نفذت عملياتها في محيط منطقة قانية الواقعة بين البيضاء ومأرب، وتمكنت من التقدم نحو تخوم مديرية السوادية بعد معركة خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، فيما تمكنت من قتل ثلاثة من قيادات الحوثي، هم المدعو حميد أحمد يونس الكريدي، والمدعو علي دحان فرحان العبدي، والمدعو إسماعيل يحيى الغرباني.
وفي حجة، كشف رئيس ائتلاف المنظمات الحقوقية بالمحافظة عن تورط ميليشيات الحوثي في وفاة مختطَف من أبناء المحافظة، كحالة سادسة يتم رصدها لوفاة مختطفين تحت التعذيب.
وأكد المحامي هادي وردان أن المختطف، محمد محمود العماد، توفي تحت التعذيب من قبل ميليشيات الحوثي، بعد أسبوع من اختطافه من منزله، لتُفاجأ أسرته بخبر وفاته.