مباحثات الجنوب والسعودية.. التزام الانتقالي يتيح بيئة خصبة لنجاح اتفاق الرياض
زخم سياسي كبير يتواصل في العاصمة السعودية، وذلك من أجل إنقاذ مسار اتفاق الرياض، ووضعه على الطريق الصحيح، وذلك بعدما طالته الكثير من الخروقات والانتهاكات من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية على مدار الفترات الماضية.
ومنذ اليوم الأول لهذا المسار الذي تمخض عنه الاتفاق الموقع في الخامس من نوفمبر من العام قبل الماضي، تتعاطى القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي بإيجابية شديدة عملًا على إنجاح مسار الاتفاق الذي يحمل أهمية كبيرة في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية.
وضمن هذا الزخم الحادث، التقى الدكتور ناصر الخُبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة شئون المفاوضات والوفد التفاوضي للمجلس، في العاصمة السعودية الرياض، السفير محمد سعيد آل جابر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن وفريق التنسيق والمتابعة السعودي لتنفيذ اتفاق الرياض.
وقال بيانٌ صادرٌ عن المجلس الانتقالي، حصل "المشهد العربي" على نسخة منه، إن الاجتماع شهد مناقشة سُبل التسريع لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض.
كما تطرق اللقاء، وفق البيان، إلى موجبات عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن لأداء مهامها بما يؤدي إلى توفير الخدمات الأساسية في عدن ومحافظات الجنوب ووقف انهيار العملة وتأمين صرف المرتبات.
العاصمة السعودية تستضيف في هذه الآونة جولة جديدة من المفاوضات من أجل إعادة إحياء مسار اتفاق الرياض، وذلك بعدما أجهضته مليشيا الشرعية الإخوانية عبر سلسلة طويلة من الخروقات والانتهاكات.
ويتعامل المجلس الانتقالي بإيجابية كبيرة مع مسار اتفاق الرياض بغية إنجاحه بشكل كامل، وتجلّى ذلك بشكل واضح في تصريحات الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي قبل أيام والتي أكّد فيها حرص المجلس على إنجاح الاتفاق ومسار تطبيقه، باعتباره مسارا آمنا للجميع، يوحد الجهود لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة.
كما دعا الرئيس الزُبيدي، وفد المجلس التفاوضي - المتواجد حاليًّا في السعودية - لاستئناف مباحثات تنفيذ اتفاق الرياض، إلى بذل الجهود لتسيير أعمال الاتفاق.
يبرهن كل ذلك على أن الجنوب حريص بشتى السبل للعمل على إنجاح اتفاق الرياض بالنظر إلى أهميته الاستراتيجية فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وذلك على الرغم من الخروقات المتواصلة من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية.
تمسك الانتقالي بالعمل على إنجاز هذه الخطوة يعني بكل وضوح أن الجنوب جزءٌ أصيل من المشروع القومي العربي الذي يتصدى للمشروع الإيراني الخبيث الذي يستخدم الذراع الحوثية في مساعٍ تمددية على الأرض بشكل كبير.
جنوح الانتقالي الدائم نحو السلام والتزامه الكامل بمسار اتفاق الرياض يعني أن الكرة ليست في ملعبه، وأن الطرف الآخر "الشرعية" هو المنوط به احترام هذا المسار، وهو أمر غير مرجح إذا ما بقيت الأمور على وضعها الراهن، لا سيّما فيما يخص القبضة الإخوانية على نظام الشرعية على هذا النحو.
ولعل ما يقلل من احتمالات جنوح الشرعية من تلقاء نفسها على احترام مسار اتفاق الرياض أن مليشيا الشرعية لا تعادي الحوثيين، لكن بوصلة إرهابها موجهة ضد الجنوب وشعبه، وتعمل على مدار الوقت على استهداف أراضيه وضرب أمنه واستقراره.
إزاء هذه التحديات، فإنّ التزام الجنوب بمسار اتفاق الرياض يبقى ممزوجًا باتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن حفظ أمن الجنوب واستقراره، وصد التهديدات التي يتعرض لها من قِبل مليشيا الشرعية التي تهدد بين حين وآخر بشن العدوان على الجنوب.