اختطاف قيادات انتقالي حضرموت.. ماذا أرادت الشرعية؟
مثلت جريمة اختطاف مليشيا الشرعية عددًا من قيادات القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، محاولة جديدة لإفشال اتفاق الرياض، فيما لجأ المجلس الانتقالي إلى وسيلة ضغط عبر قراره بتعليق المشاركة في مشاورات إعادة استكمال الاتفاق.
واختطفت مليشيا الشرعية الإخوانية، كلًا من الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، ونائبه لشؤون منسقية الجامعة الدكتور حسن صالح الغلام العمودي، وعضو الجمعية الوطنية إسكندر الطفي، ورئيس الإدارة التنظيمية بالقيادة المحلية محمد صالح باتيس، وعضو القيادة المحلية بالمحافظة سالم باراس، قبل أن تفرج عنهم اليوم الجمعة.
ونفذت مليشيا الشرعية جريمتها الغادرة في محافظة شبوة، وتحديدًا عند الحاجز العسكري بمنطقة الخبية ببئر علي، بينما كانت قيادات القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في طريق عودتهم من العاصمة عدن إلى حضرموت.
ووجهت مليشيا الشرعية الإخوانية، إهانات وشتائم وتهديدات بالتصفية الجسدية إلى أعضاء القيادة المحلية للمجلس، ورفضت الإفراج عنهم إلا بعد ضغوط من التحالف العربي.
وفيما تم الإفراج عن المختطفين اليوم، حرص عدد من أبناء مدينة المكلا، للخروج إلى نقطة بروم لاستقبالهم، وقد عبّرت قيادات عسكرية كانت في استقبالهم، عن إدانتها لهذه العملية الإجرامية النكراء، وأكدوا قدرة القوات المسلحة الجنوبية على الرد على هذه الانتهاكات الخطيرة وكف أذى مليشيا الإخوان الإرهابية.
يأتي هذا فيما قالت مصادر سياسية إن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي تعليق مشاركته في المشاورات لعب الدور الأبرز في الإفراج عن قيادات انتقالي حضرموت، وذلك بعد ضعوط مورست على الشرعية، أجبرتها على الإفراج عنهم بعد ساعات من اعتقالهم، على غير عادة مليشيا الشرعية التي دائمًا ما تطيل أمد الاعتقال لأيام وأسابيع وربما عدة أشهر.
وتخضع محافظة شبوة لاحتلال من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية، وذلك منذ عدوان أغسطس 2019، وقد عملت المليشيات على نشر الكثير من النقاط والحواجز الأمنية التي أصبح شغلها الشاغل هو ممارسة استفزازات واعتقالات للجنوبيين سواء مواطنين أو من قوات النخبة الشبوانية بالإضافة إلى قيادات ومسؤولي المجلس الانتقالي.
وتقول مصادر سياسية إن مليشيا الشرعية الإخوانية تعتمد على سياسة تفخيخ الأرض، وذلك عبر استفزاز الجنوب وجره إلى مواجهة مفتوحة بعد توسيع دائرة الاعتداءات والجرائم التي ترتكبها على كافة الأصعدة.
وتشير المصادر إلى أن الشرعية تجهز حاليًّا لاجتياح مدينة زنجبار في أبين، مستعينة بالكثير من العناصر الإرهابية التي حشدتها على مدار الفترات الماضية من تنظيم القاعدة، ضمن إرهاب تغذيه أجندة الإخوان على الأرض.
تصاعد حدة الجرائم الإخوانية، التي بدأت الجمعة الماضية بهجوم زنجبار الإرهابي بمحافظة أبين الذي استهدف عددًا من عددًا من رجال القوات المسلحة الجنوبية، وخلّف ثمانية شهداء ونحو 25 جريحًا، وانتهت - حتى الآن - بجريمة اختطاف قيادات "انتقالي حضرموت"، قاد المجلس الانتقالي إلى اتخاذ خطوة ضغط سياسية تمثلت في تعليق مشاركته في مشاورات الرياض لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق.
وقال الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي عبد الله الكثيري، في بيانه: "إننا أمام هذا العمل الإرهابي نحمل مليشيا الإخوان المسلمين المغتصبة لمحافظة شبوة المسؤولية الكاملة عن حياة القيادات المختطفة، ونعلن عن تعليق وفد المجلس الانتقالي الجنوبي مشاركته في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض".
وحمّل المجلس الانتقالي، هذه المليشيات ومراجعها في منظومة الشرعية اليمنية المسئولية عن ما يترتب على هذه الأعمال التي لا تصدر إلا عن عصابات إرهابية.
إقدام المجلس الانتقالي على هذه الخطوة مثل وسيلة ضغط ناجزة وفاعلة على الشرعية أجبرتها على إطلاق سراح المختطفين، فيما من المأمول أن تكون هذه خطوة أولى تردع الشرعية وتلزمها بالتوقف عن ممارساتها واعتداءاتها التي تطال الجنوبيين، شعبًا وجيشًا وقيادة.
ومن الممكن أن يفرض قرار الانتقالي بتعليق مشاركته في المشاورات واقعًا جديدًا فيما يخص كل الاعتداءات الإخوانية، يتعلق بأن تُمارَس ضغوط على الشرعية لوقف هذه الأعمال الاستفزازية، لا سيّما أن إنجاح اتفاق الرياض يمثّل للتحالف العربي أولوية قصوى؛ دفعًا نحو تحقيق الاستقرار السياسي.
لكن الوقت نفسه، فإن تنظيم الإخوان المهيمن على الشرعية ربما يُقدِم على المزيد من الخطوات الاستفزازية سواء فيما يتعلق بتحريك عناصره الإرهابية لشن هجمات على الجنوب، أو التوسع في سياسة الاختطافات في محاولة لفتح جبهة صراع جديدة مع الجنوب.
يُستدل على ذلك بحجم التحشيدات المتواصلة التي تنفذها مليشيا الشرعية لعناصر إرهابية، إلى مواقع كان يفترض أن تكون قد انسحبت منها بفعل اتفاق الرياض، وقد حدث ذلك هذا الأسبوع عبر الدفع بتحشيدات إلى مدينة شقرة في محافظة أبين، واستحداث خنادق وتحصينات في منطقة قرن الكلاسي، مع تدفق التعزيزات العسكرية بشكل متقطع.
من نافذة أخرى، أظهرت تحركات عسكرية أن المليشيات الإخوانية تجهز لحرب شاملة على الجنوب، ففي محافظة تعز سيطرت كتائب الحشد الشعبي الإخوانية على جبل منيف الواقع في مديرية الشمايتين، والذي يطل على العاصمة عدن، إذ يمكن رؤية مديرية البريقة منه، ما يعني أنه قد يكون منصة لشن هجمات على العاصمة عدن.
ترمي كل هذه الاعتداءات الإخوانية سواء عبر الهجمات الإرهابية أو اختطاف قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي أو التحشيد المتواصل للعناصر الإرهابية إلى إفشال اتفاق الرياض عبر إشعال حرب واسعة مع الجنوب، في معركة يمثل احتلال العاصمة عدن هدفها الأبرز.