حراك في الكونجرس الأمريكي لـ معاقبة الحوثيين.. وزعيم المليشيات يحشد المقاتلين

الجمعة 18 يونيو 2021 13:02:00
 حراك في الكونجرس الأمريكي لـ "معاقبة الحوثيين".. وزعيم المليشيات يحشد المقاتلين

تخوض الولايات المتحدة، في هذه الآونة، حراكًا بوتيرة ربما تكون غير مسبوقة، فيما يتعلق بالدفع نحو إحداث حلحلة سياسية في اليمن، عبر استخدام صورٍ شتى من الضغط على المليشيات الحوثية، بوصفها الطرف المعرقل لجهود إحلال السلام.

ورصدت تحركات مكثفة في الكونجرس الأمريكي، استهدفت دعم وحث المشرعين في مجلسي النواب والشيوخ على دعم جهود واشنطن لوقف الحرب، مع العمل على معاقبة الحوثيين بسبب الجرائم المرتكبة من قِبل المليشيات وإصرارها على التصعيد العسكري في جبهة مأرب.

ويقود هذه التحركات السيناتور السابق نورم كولمان الجمهوري من ولاية مينيسوتا، وذلك بالتواصل مع مكاتب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وفق مصادر صحيفة الشرق الأوسط التي أشارت إلى ممارسة ضغوط من أجل تحميل الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع، وفشل مفاوضات التسوية السياسية.

وقال كولمان في رسالة للمشرّعين الأمريكيين، إن الرياض تواصل دعم جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة للوصول إلى حل سلمي للصراع في اليمن، وذلك بإعلانها عن مبادرة سياسية سلمية في أواخر مارس الماضي، للتوصل إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد في اليمن، والتوصل إلى حل سياسي شامل للصراع تحت رعاية الأمم المتحدة، إلا أن الحوثيين رفضوا القدوم إلى طاولة المفاوضات بحسن نية.

ودعا كولمان، إلى ضرورة إلقاء اللوم على المليشيات الحوثية وراعيتها إيران، بأنها تتحمل مسؤولية المعاناة التي وصفها بأنها لا داعي لها في اليمن.

سياسيًّا أيضًا، أجرى المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينج زيارة للرياض هذا الأسبوع، والتقى خلالها مسؤولين سعوديين ويمنيين كما عقد اجتماعًا مع المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث الذي يقضي أيامه الأخيرة في المنصب، وكان قد اعترف بالفشل في إحداث اختراق سياسي.

وخلال الاجتماعات، ركزت مناقشات المبعوث الأمريكي على أحدث الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، باعتبار أن هذا الأمر هو هو السبيل الوحيد لإغاثة اليمنيين الذين هم بأمس الحاجة إليه، حسبما تقول الخارجية الأمريكية.

والتقى ليندركينج وأيضًا القائمة بأعمال السفيرة الأمريكية لدى اليمن، في الرياض، السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وتمت إدانة الهجمات الوحشية المتزايدة للحوثيين ضد المدنيين في محافظة مأرب وعرقلة المليشيات لعملية السلام.

وسبق أن رحّبت واشنطن، بالجهود التي بذلتها سلطنة عمان لتحقيق السلام وزيارة وفدها إلى صنعاء وعقد عدة اجتماعات مع الحوثيين، مؤكدة تأييدها ودعمها لكافة الجهود التي من شأنها التوصل إلى حل سياسي يوقف الحرب في أقرب وقت.

وأفادت الخارجية الأمريكية، بأنها تعمل من أجل التوصل إلى حل للنزاع في اليمن وتقديم الإغاثة الإنسانية، وقالت إن هجوم الحوثيين المستمر على مأرب يتعارض بشكل مباشر مع هذه الأهداف، ويشكل تهديدا للوضع الإنساني المتردي بالفعل ويحتمل أن يؤدي إلى زيادة القتال في جميع الأنحاء.

وأشارت إلى أنه حان الوقت لأن يقبل الحوثيون وقف إطلاق النار وأن تستأنف جميع الأطراف المحادثات السياسية، مشددة على أنه لا يمكن حلّ الأزمة الإنسانية في اليمن إلا باتفاق السلام.

وفيما أكدت واشنطن أنها تعمل على ممارسة الضغوط على الحوثيين، فقد أعلنت مؤخرًا فرض عقوبات على سعيد أحمد الجمل وأفراد وكيانات آخرين منخرطين في شبكة دولية يستخدمها الجمل لتقديم دعم مالي بلغ عشرات الملايين من الدولارات إلى الحوثيين بالتعاون مع كبار المسؤولين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.

وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، يقوم هؤلاء الوسطاء وهذه الشركات الوهمية الذين ينتمون إلى شبكة الجمل ببيع السلع، مثل النفط الإيراني، في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، ثمّ يحوّلون جزءا كبيرا من الإيرادات إلى الحوثيين في اليمن.

سياسيًّا أيضًا، شدد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث أمس الخميس، على أن التسوية السياسية القائمة على التفاوض هي وحدها كفيلة بإنهاء الحرب، وذلك خلال زيارته للرياض التي عاد إليها يوم الثلاثاء الماضي، في أعقاب إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، بالتزامن مع عودة المبعوث الأمريكي تيم ليندركينج الذي حاول إنعاش الخطة الأممية.

في مقابل كل هذه الجهود، تواصل المليشيات الحوثية إتباع سياسات متعنتة تؤدي إلى تغييب أطر الحل السياسي بشكل كبير، وقد وجه زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي بحشد المزيد من المقاتلين وجمع المزيد من الأموال.

توجيهات عبد الملك الحوثي فُسِّرت بأنها تحمل تعليمات واضحة بالعمل على إطالة أمد الحرب وإحداث موجة جديدة من التصعيد العسكري على الأرض، بما يعني إفشالًا مبكرًا لأي جهود ترمي إلى تحقيق الحل السياسي.

وإزاء هذه السياسات الحوثية، يؤكد محللون أن إرغام الحوثيين على القبول بأي خطة سلام لا بد أن يأتي من إيران، وهو ما يفرض اتخاذ إجراءات تمثل ضغطًا على هذا المعسكر، بما يجبره على وقف الحرب.