تحصين سقطرى من كورونا.. مواجهة الجائحة ترسخ إنسانية الإمارات
حصّنت دولة الإمارات العربية المتحدة، محافظة سقطرى من جائحة كورونا عبر حملة موسعة تتضمن توفير كميات كبيرة من اللقاحات لتطعيم مواطني الأرخبيل، تعبيرًا عن سياسات "إمارات الخير" التي زُرعت على مدار التاريخ.
ففي أحدث هذه الجهود الإغاثية، وجهت دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية، هيئة الهلال الأحمر، 120 ألف جرعة من لقاحات كورونا إلى محافظة سقطرى، وذلك من أجل تعزيز جهود التصدي للجائحة في الأرخبيل.
ومن المقرر أن تُطلق حملة مجانية من مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في سقطرى، تستهدف تطعيم كافة مواطني الأرخبيل، وذلك من أجل توفير حماية أكبر للشرائح الضعيفة وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وتساهم هذه اللقاحات في تعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية وسط الأهالي هناك والحد من تفشي الجائحة، في ظل ظهور سلالات جديدة، وللمساعدة في بلوغ مرحلة التعافي من الأزمة الصحية الراهنة.
دولة الإمارات تولي اهتمامًا كبيرًا من منطلق مسؤوليتها الإنسانية، بالعمل على مد يد العون في مواجهة جائحة كورونا، إذ قدمت حتى نهاية مارس الماضي، مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لأكثر من 121 دولة حول العالم، وأكثر من 1.6 مليون شخص من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وكانت الإمارات قد أطلقت مبادرة "ائتلاف الأمل" في 25 نوفمبر الماضي، وذلك التزاما منها بدعم الجهود العالمية في توزيع لقاحات فيروس كوفيد - 19 لجميع أنحاء العالم.
و"ائتلاف الأمل"، وهو شراكة بين القطاعين العام والخاص تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا لها وتهدف إلى الإشراف على تنسيق عملية التوزيع الآمن لمليارات الجرعات من اللقاح حول العالم.
ومنذ إطلاقه، وسّع الائتلاف نطاق تغطيته العالمية عبر شراكات جديدة مع شركات شحن إقليمية وعالمية رائدة لتعزيز قدراته اللوجستية، وعمل الائتلاف على توريد وتخزين وتوزيع ملايين الجرعات من لقاح كوفيد-19 من الشركات المصنعة إلى المراكز الطبية في جميع أنحاء العالم.
كما برز العمل الإنساني للإمارات خلال أزمة كورونا في العديد من المبادرات منذ بداية الأزمة، عبر تسيير رحلات عاجلة لإجلاء أعداد كثيرة من المصابين من دول مختلفة واستضافتهم والتكفل بعلاجهم وإعادتهم مرة أخرى.
ودشنت دولة الإمارات جسورًا من المساعدات الإنسانية وقد وصلت بالفعل إلى أكثر من 121 دولة حول العالم، حملت مساعدات طبية وإنسانية عاجلة على الرغم من جميع التحديات التي أفرزتها الظروف.
بالعودة إلى تقديم اللقاحات إلى سقطرى على وجه التحديد، فإن هذا العمل الإنساني ينضم إلى سلسلة طويلة من العطاءات التي رسّختها الإمارات في الأرخبيل، منذ سنوات طويلة.
واهتمام الإمارات بتحسين الوضع الصحي في سقطرى يعود إلى عام 2005 عندما أطلقت الدولة حملات مساعدات طبية واسعة النطاق لمكافحة الملاريا التي اجتاحت الجزيرة آنذاك.
وشملت المساعدات الإماراتية، افتتاح مراكز متخصصة لمكافحة الوباء وتقديم 15 ألف غطاء لمقاومة البعوض و21 ميكروسكوبا من أحدث الأجهزة في مجال فحص الملاريا، و3 آلاف شريحة فحص ومواد أخرى تستخدم في المكافحة.
واستمرت جهود الخير الإماراتية، في سقطرى على مدار السنوات، لتبرهن على مدى الإنسانية الإماراتية التي لا تعرف حدودًا جغرافية وتخترق كل الأبعاد من أجل الوصول إلى إغاثة المحتاجين وسد عوزهم.