تحشيد إرهابيي القاعدة.. استفزازات إخوانية جديدة لإفشال اتفاق الرياض
فيما يبذل المجلس الانتقالي الجنوبي جهودًا ضخمة نحو إفساح المجال أمام تحقيق الاستقرار السياسي عبر محاولة إنجاح اتفاق الرياض، فإن الشرعية تصر على السير في الطريق المغاير، عبر تحركاتها الاستفزازية التي تستهدف تعريض أمن الجنوب للخطر.
ففي خطوة تنذر بتصاعد جديد في وتيرة العمليات الإرهابية، أقدمت مليشيا الشرعية الإخوانية على تسليم مواقع عسكرية مهمة بمدينة شقرة في محافظة أبين، إلى سيطرة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.
وشوهدت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي وهي تتجول بحرية مطلقة في معسكرات المليشيات الإخوانية، التي كثّفت على مدار الفترات الماضية من عمليات تحشيد لهذه العناصر، تجهيزًا لعدوان جديد على الجنوب.
وكشفت مصادر سياسية أن مليشيا الإخوان تعمل على تسليم المناطق المنتشرة على الشريط الحدودي بين أبين وشبوة تنظيم القاعدة، فيما نشر نشطاء على موقع تويتر صورًا تُظهِر أعلام التنظيم ورايته ترفع فوق نقاط كانت تابعة لمليشيا الشرعية في ميفعة ورضوم ومناطق أخرى على حدود أبين.
انتشار عناصر تنظيم القاعدة دائمًا ما يكون ممزوجًا من مخاوف من ارتكاب عمليات إرهابية جديدة، لا سيّما أن محافظة أبين وتحديدًا مدينة شقرة أصبحت مرتعًا يستقر فيه إرهابيو القاعدة، وينشطون تحت مظلة مليشيا الشرعية الإخوانية.
التكثيف الإخواني لتحشيد هذه العناصر أمر يحمل تهديدات مباشرة لجهود استكمال بنود اتفاق الرياض، لا سيّما في أعقاب الإعلان عن توافق المجلس الانتقالي والشرعية على عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن، باعتبار أن هذه الخطوة تمثل الهدف المرحلي الأكثر أهمية من أجل تحسين أوضاع المواطنين معيشيًّا.
ويصر تنظيم الإخوان، باعتباره الطرف الفاعل في الشرعية، على إفشال أي محاولات تستهدف المضي قدمًا نحو إنجاح الاتفاق، ومع كل خطوة إيجابية أو مجرد إعلان حالة توافق، تُقدِم المليشيات الإخوانية على ارتكاب أعمال تصعيدية واستفزازية من أجل إعادة الأمور إلى نقطة الصفر من جديد.
كما أن جزئية عدم عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن هي في الأساس محل اتهام موجه لتنظيم الإخوان باعتباره يحاول بشتى السبل عرقلة مسار الاتفاق، وإفساح المجال أمام تردي الأوضاع المعيشية ومن ثم إيجاد الفرصة سانحة للانقضاض على الجنوب واحتلال أراضيه.
جنوبيًّا، وفيما يعبّر المجلس الانتقالي بشكل دائم عن حرصه على إنجاح اتفاق الرياض وصولًا إلى تحقيق الاستقرار المنشود الذي يضبط مسار الحرب على الحوثيين، فإن التحشيد الإخواني المتواصل للعناصر الإرهابية أمرٌ لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال.
وبكل وضوح، جددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أمس الاثنين، إدانتها لكل عمليات التحشيد العسكري التي تقوم بها مليشيا الإخوان في محافظات أبين وشبوة لحج.
وبحسب بيان صادر عن المجلس الانتقالي، اطلع عليه "المشهد العربي"، قالت هيئة الرئاسة إن هذه الأعمال والاستفزازات من شأنها تعطيل اتفاق الرياض وخرقه وحرف مساره، رغم كونه الطريق الآمن للخروج من الأزمات التي ضربت محافظات الجنوب.
وأكدت هيئة الرئاسة، خلال اجتماع ترأسه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، حرص المجلس على تنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض من دون أي انتقائية لما لهُ من أهمية في التخفيف من معاناة المواطنين، وتوحيد الجهود لمواجهة المد الفارسي المُتمثل بمليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيًا، باعتبار أن الاتفاق المخرج الوحيد من الأزمات الراهنة.
تعاطي المجلس الانتقالي مع مسار اتفاق الرياض وما ترتكبه مليشيا الشرعية الإخوانية من خروقات واضحة تجاهه يصفها محللون بأنها سياسة صبورة، تتضمن العمل على إتاحة الأجواء بشكل كامل من أجل إتمام الاتفاق، وذلك على الرغم من العراقيل التي يزرعها إخوان الشرعية، سواء فيما يخص عرقلة عودة الحكومة إلى عدن، أو تعيين محافظين جدد، بالإضافة إلى تراجعها وانسحابها من المواقع العسكرية التي كانت قد انسحبت منها قبل ذلك بموجب الاتفاق.
لكن في الوقت نفسه، فإن استراتيجية المجلس الانتقالي تقوم أيضًا على حماية الأمن الجنوبي، وهذا معناه أن المجلس لن يقبل بأي إجراءات تتخذها الشرعية الإخوانية وتحاول من خلالها فرض سلطة الأمر الواقع على الجنوب.