وقفة
علاء حنش
- الجنوب والشمال.. حقائق ماثلة!
- لماذا عيدروس الزُبيدي ؟
- من 4 مايو 2017 وإلى 8 سبتمبر 2024.. ماذا جرى؟ وماذا تحقق؟ وماذا تبقى؟
- واحدية المصير وعلاقتها بذكرى استشهاد أسد أبين
أولًا: أرجو قراءة هذه السطور بتمعن، وبمنطق العقل، لا العاطفة الثورية.
ثانيًا: أتمنى أن نقف مع أنفسنا، ولو للحظة، وقفة ضمير صادقة تجاه وطننا الجنوبي.
ثالثًا: وهو الأهم، علينا إدراك أن الدول لا تُبنى بسرعة خرافية، فبناء دولة بسرعة خرافية، يعني الذهاب إلى الهاوية، التي لا مخرج منها إلا بقبول انصاف الحلول، أي قبول ما يُناهض قضيتنا الوطنية، ومبادئنا الثورية؛ لأننا أصبحنا بلا أي خيار؛ فقد خسران كل شيء.
رابعًا: نتفق أن دول العالم كلها، بما فيها تلك التي تمتلك قوات أمنية وعسكرية لديها كل الامكانيات (العسكرية، والأمنية، واللوجستية، والاستخباراتية، والمادية، والمعنوية)، والمُدربة، والمؤهلة، بحسب القواعد العلمية، والعملية عسكريًا، وأمنيًا، وتشهد استقرارًا أمنيًا، ورغم كل ذلك تحدث فيها أحداث أما عرضية خفيفة، أو كبيرة، وكارثية، فهذه سُنة الحياة، ولا شيء يمكن أن يسير بشكل صحيح دائمًا.
خامسًا: إن الضجيج الخرافي الذي نشاهده في مواقع التواصل الاجتماعي عند حدوث أي حادثة (بسيطة كانت أم كبيرة)، لا تقدم ولا تأخر شيء على أرض الواقع، لكنها تجعلنا أمام العالم (كان العربي، أو الدولي) بمنظر سيئ، فليس معقولًا عند حدوث أي شيء أن يُسارع الجميع إلى انتقاد هذا الحادث، والبعض يقوم بوضع حلول لهذا الحادث، والبعض الأخر ينتقد بشكل لاذع، وفي ذات الوقت يدعي انهُ حريص على الوطن، فيما البعض الأخر يخرج ليدافع، وهذا الأخير يلجأ للدفاع بعد أن يشاهد أن أحاديث مواقع التواصل الاجتماعي خرجت عن نطاق الحدث نفسه، وخُلق من حادث بسيط ألف حادث، وألف معضلة.. رجاءً كفى.
سادسًا: إن التناول المُفرط لكل حدث يحدث في وطننا لا يجلب إلا مزيدًا من الهموم لدى المواطن البسيط، ويزيد الطين بله، فلو اننا انشغلنا بأمور أفضل، كالحديث في الأدب، والثقافة، والتنمية، والأمور المُجتمعية، لكان ارحم، والطف.
سابعًا: ليس عدلًا أن يخرج ألف ناشط وناشطة ليقول رأيه، كيفما يشاء، في أي حادثة، لا سيما الأمنية والعسكرية، ويكشف كل شيء يحدث، ولا يدع صغيرة وكبيرة إلا قالها، ومن ثم يأتي ليقول (أين الأمن والأمان!)، كيف هذا؟ وأنت/أنتِ لم تترك رجال الأمن يقوموا بدورهم.. نعم أن ضجيج مواقع التواصل الاجتماعي الخرافي يؤثر على أي عمل، فبالله عليكم عندما يسمع جندي يقضي جل وقته تحت حرارة الشمس الجهنمية نقدًا لاذعًا بسبب حادثة حدثت.. كيف سيكون شعوره؟ هم بشر في اخر المطاف.
ثامنًا: إن الكف عن الإسهاب بالحديث عن كل حادثة، أيًا كانت، هو أحد أهم عوامل النصر، ويُعد عملًا وطنيًا لا يقل عن الجندي في القوات المسلحة الذي يقدم روحه رخيصةً فداءً للأرض، والعرض، والشرف.
تاسعًا: يجب إدراك أن هناك قيادة، وهي المعنية بمناقشة كل صغيرة وكبيرة، واتخاذ الإجراءات المناسب حيالها.. لا يجب أن نكون جميعنا قيادة، وجميعنا لهُ قراراه الذي يراه مناسبًا، فهذه فوضى، وعبث.
عاشرًا: لتصلوا لمعنى كلامي، تابعوا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين في دول أخرى، عربية كانت أم غربية، وشاهدوا هل يتحدثوا عن كل شاردة وواردة تحدث في وطنهم؟ بكل تأكيد لا.. صحيح ستشاهدوهم يتحدثون عن الأحداث الكبيرة، والجسيمة التي تحدث في وطنهم، وهذا بديهي، لكنهم عكسنا، فنحن نتحدث عن أصغر صغائر الأحداث، ونصنع من الأحداث الصغيرة أحداث كبيرة، ومهولة.. هي حقيقة لا مفر منها.
أخيرًا: هناك جريمة كبيرة حدثت يوم الإثنين 28 يونيو / حزيران 2021م، وهزت دولة الكويت الشقيقة هز.. تابعوا صفحات المواطنين فيها، لن تجدوا إلا خبرًا نشرته المواقع الرسمية الكويتية!؟ وهنا الفرق.