انتصارات الساحل الغربي ضربة لحملات تشويه الدور الإماراتي
تتصاعد على نحو متسارع على الساحة اليمنية وتيرة الانتصارات التي تحققها المقاومة على جبهات الساحل الغربي، بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية وتنسيق يومي وإشراف من القيادة السعودية للتحالف العربي.
ولأن الأفعال دائمًا أقوى من الأقوال، يرى محللون أن هذه الانتصارات المتتابعة تنسف محاولات لتشويه دور الإمارات العربية المتحدة في اليمن؛ والتي تصاعدت حدتها من قبل وسائل إعلام قطرية وأخرى تابعة لجماعة الإخوان خلال الفترة الأخيرة.
وحققت المقاومة اليمنية المشتركة، المدعومة من قوات التحالف العربي، انتصارات متلاحقة يوم أمس الجمعة، في الشريط الساحلي الغربي لليمن، بعد ساعات فقط من بدء المرحلة الثانية من عملية تحرير محافظة الحديدة، الممتدة على الساحل الغربي بطول يبلغ نحو250 كم، واستعادتها من قبضة الميليشيات الانقلابية الحوثية، المدعومة من إيران.
تحرير الوازعية
وبعدما تمكنت قوات المقاومة الوطنية وألوية العمالقة التابعة للمقاومة الجنوبية، وقوات المقاومة التهامية، أمس الجمعة، من التقدم نحو مدينة الحديدة، من محورين، أحدهما في مديرية الجراحي، جنوب الحديدة، والآخر في مديرية التحيتا، جنوب غرب المحافظة، وسيطرت على ميناء الحيمة العسكري، استطاعت المقاومة الجنوبية، اليوم السبت، تحرير مديرية الوازعية بالكامل ضمن عملية عسكرية واسعة كبّدت ميليشيات الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
ولتحرير الوازعية، بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، رمزية كبيرة؛ إذ يعد تحريرها تحريرًا لكامل الجهة الغربية لمحافظة تعز المحاصرة من قبل الميليشيات الحوثية، وهو ما يفتح الطريق لكسر الحصار عن المدينة وتحرير المحافظة بالكامل.
ووفق مراقبين، فإن تحرير مناطق غرب تعز والتقدم نحو ميناء الحديدة وتحرير أول مناطق مديرية التحيتا يأتي لاستكمال معركة تحرير ميناء الحديدة، الذي تديره الميليشيات وحوّلته إلى منفذ لتهريب الأسلحة وتمويل جبهات القتال.
تأمين ظهر المقاومة
وتشير التقارير إلى أن من شأن هذه الانتصارات على طول جبهة الساحل الغربي قطع الإمدادات عن الميليشيات في كافة الجبهات، في شرق وجنوب وغرب تعز، وخنق مجاميعها، كما أنها تمكن قوات الشرعية من التقدم إلى الحديدة وهي مؤمنة الظهر من أي هجمات قد تقوم بها الميليشيات، خلافًا لما كان الحال عليه في المرات السابقة.
الرد العملي
وتُبرز هذه المكاسب الميدانية الجديدة في اليمن أهمية الدور الذي تلعبه قوات دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن الجهود المتكاملة مع قوات التحالف العربي بتأييد ومتابعة يومية من القيادة السعودية للتحالف.
ونجحت هذه الجهود في تنسيق وتوحيد القوات اليمنية المتعددة والمناهضة للحوثيين، وإدماجها ضمن غرفة عمليات مشتركة، تجمع بين قوات المقاومة الوطنية اليمنية، التي يقودها العميد طارق صالح، وقوات العمالقة بقيادة أبو زرعة المحرمي وحمدي شكري، إلى جانب قوات المقاومة التهامية، بقيادة عبدالرحمن حجري.
ويرى المحلل السياسي، منصور صالح، أن النجاحات والانتصارات التي تحققت على جبهة الساحل الغربي ما كانت لتتحقق، لولا الدعم والإسناد اللذان قدمهما وتقدمهما قوات التحالف العربي، خاصة القوات الإماراتية.
وقال صالح لـ”إرم نيوز”: “إن من أهم أسباب النجاح في إدارة هذه المعركة، هو قدرة القوات الإماراتية على لعب دور الناظم ومركز التحكم في كنترول المعركة، عبر عملية تنسيق عالية بين مختلف الوحدات والتشكيلات المشاركة في هذه المعركة”.
وأشار صالح إلى أن “النجاحات المتسارعة على جبهة الساحل الغربية تعود الى الجاهزية العالية للقوات المشاركة فيها، ومستوى الدعم العسكري واللوجستي الذي تتلقاه من قوات التحالف، وفي مقدمتها الإمارات، وهو ما كان من نتائجه إضعاف قدرات الميليشيات الحوثية التي تشهد صفوفها حالة من الضعف والتفكك تهدد بانهيارها في وقت قياسي وقريب جدًا”.