هروب هادي الأفغاني.. السيناريو يتكرر

الثلاثاء 17 أغسطس 2021 02:15:16
هروب هادي الأفغاني.. السيناريو يتكرر

هرب الرئيس أشرف غني من قصره في كابول، بعد انهيار جيشه في أيام قليلة، بمشهد يجد الجنوبيين واليمنيين الكثير من التشابهات فيه مع واقع الصراع مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

غادر هادي الأفغاني قصره على عجل محملًا بأربع سيارات من النقود بحسب السفارة الروسية في كابول، وترك خلفه عاصمته، لحركة إرهابية استباحت دماء مواطنيه لعقود، في استنساخ لسيناريو سقوط صنعاء.

ومن المفارقات في المشهد، أن الجيش الأفغاني الذي تسلح وتدرب عقدين من الزمان لهذه اللحظة تحديدًا تساقط كأحجار الدومينو، في موقف يتكرر يوميًا على الجبهات اليمنية التي ما بقي منها إلا مساحات محدودة في مأرب والبيضاء يترقب الحوثيين الإرهابيين انتزاعها، بالطريقة الأفغانية، أي بلغة المساومة والمصالح، كما أعلن قادة عسكريين في كابول باللحظات الأخيرة قبل سقوطها.

الغريب أن فور مغادرة هادي الأفغاني أو أشرف غني هاربًا محملًا بما طالته يداه من ثروات أفغانستان، رفقة عصابته، توقفت الاتصالات الأمريكية معه، واعتبره المجتمع الدولي رئيسًا سابقًا للبلاد، بينما لا يزال عبدربه منصور هادي ورموز نظامه من الإخوان يتورطون في جرائم ضد الإنسانية في الجنوب تحت شعار شرعية مزعومة.

كما أن الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي نفسه يعترف في كل خطاباته - التي يبدو أنه يقرأها للمرة الأولى على الهواء بارتجالية سطحية – بسلطة مليشيا الحوثي الإرهابية، وآخرها قبل ساعات حينما اتهمها بممارسة الإقصاء، حيث لا يتصور هذا الإقصاء إلا من سلطة وإن كانت سلطة أمر واقع، وهو انتقاص لشرعيته المزعومة حتمًا.

ويوحي مشهد سقوط كابول، بأن الحكومة الأفغانية وجيشها أفرطا في التعويل على الدور الأمريكي في الدفاع عن أفغانستان من حركة طالبان، تمامًا كما يتوقف دور الشرعية الإخوانية، على تضليل أبناء الجنوب لجرهم إلى مأرب لتحصدهم الرصاصات الحوثية، بينما تدخر مليشياتها في الجنوب للحفاظ على همينتها على ثرواته.

غير أن الاختلاف الوحيد في المشهد الأفغاني، في وجود القوات المسلحة الجنوبية، التي تزود عن حدود الجنوب، وتقدم التضحيات بالدم، دفاعًا عن كرامة شعب الجنوب وحدوده، لا تقبل مساومة ولا ترتضي الهوان على أهلها، ولا تتذرع بانسحابات تكتيكية.