كيف ستكون النسخة المدفوعة من فيس بوك وما حيثياتها؟
تعمل فيس بوك على نسخة مدفوعة من موقعها، وهناك الكثير من التقارير التي ركزت على هذا الخبر الذي سيكون خطوة مهمة في تاريخ الشبكة الإجتماعية التي تضع شعار “مجاني وسيبقى مجانيا للأبد” شعارا لها.
وبالطبع مع هذا الخبر والتوجه هناك شائعات وأخبار مزيفة يجب الحذر منها لأنه لا أساس لها، وللأسف يتم تداولها على نطاق واسع.
في هذا المقال المفصل سنتعرف على كل ما نعرفه حول هذه النسخة المدفوعة، وأيضا نوضح ما هو حقيقي وما هي الشائعات ونجيب عن أكبر عدد ممكن من تساؤلات للقراء.
-
نسخة مدفوعة أم أن فيس بوك سيصبح مدفوعا؟
حسنا الأخبار المنتشرة الأيام الماضية تتحدث عن أن فيس بوك سيصبح مدفوعا وسيفرض على المستخدمين دفع اشتراك مدفوع.
لكن في الواقع هذا ليس صحيحا، الشركة الأمريكية لا تخطط لتفرض على المستخدمين الدفع مقابل الاشتراك في خدماتها.
نتحدث هنا عن النسخة المدفوعة وهي نسخة من الموقع ستتوفر لمن يرغب في الترقية إليها، وهي ستأتي بمزايا إضافية مع المميزات الأساسية.
وبالطبع سيكون من العادي جدا أن يتواصل صاحب الحساب المدفوع مع المجاني ويقرأ منشوراته ويعلق عليها، إلى جانب الاستفادة من بقية المميزات الاعتيادية لفيس بوك.
-
إذن التوجه إلى إصدار نسخة مدفوعة حقيقة؟
النسخة المدفوعة من الموقع كانت في البداية مجرد فكرة من الشركة لمعالجة غضب الكثير من المستخدمين الذين يرون أنه لا يجب أن تعرض لهم الخدمة الإعلانات.
هذا لأن المواقع التي تعرض الإعلانات للمستخدمين وتقدم خدماتها مجانا تعتبر المستخدمين سلعة، عملا بالمقولة التي تقول “إذا لم تدفع ثمن السلعة الحقيقي فتأكد أنك أنت السلعة”، والحقيقة أن كل الخدمات والمواقع على الإنترنت لا تقدم شيئا مجانيا بل هي مشاريع تجارية في نهاية المطاف وهذا منطقي وليس فيه أي عيب.
لكن فيس بوك تجاوز الحد المسموح به في جمع البيانات وعرض إعلانات ذات صلة، إذ يسعى وراء بيانات حساسة عن المستخدمين لا يتركونها عادة في الدردشة والتعليقات والمنشورات، وهو ما جعل المدافعون عن الخصوصية يدقون جرس الخطر.
الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية اتجهت إلى تقديم النسخة المدفوعة الخالية من الإعلانات والتي تقدم تقارير خاصة إضافية، وهذا النموذج انتشر أجنبيا وبدأ يجد طريقا له إلى الويب العربي.
-
ما الذي ستتميز به النسخة المدفوعة؟
ينتظر أن تتميز النسخة المدفوعة من فيس بوك بأنها لا تعرض الإعلانات فيما لن تعمل الشركة على جمع أي بيانات حول المستخدمين الذين يدفعون المال مقابل الخدمة.
الاشتراك لا نعرف إن كان سيكون سنويا أو شهريا، لكنه يمكن أن يفتح المجال أيضا لمزايا خاصة في المنصة لا تتوفر لأصحاب النسخة المجانية.
لكن لا يجب أن ننتظر فرقا كبيرا بين النسخة المدفوعة والمجانية، فالشركة الأمريكية لا تستعد للقضاء على النسخة المجانية من موقعها ولا تزال العائدات الإعلانية قادرة على أن توفر أرباحا ضخمة لا يمكن للاشتراك المدفوعة أن توفرها.
سنويا تزداد قيمة الأرباح التي يحققها فيس بوك من كل مستخدم، لكن مع الاشتراك المدفوع ستصبح هذه القيمة ثابتة وغير متغيرة، وستفقد الشركة الكثير من الأموال التي ستنفق في الإعلانات على الإنترنت لصالح جوجل.
من المنتظر ان تتميز هذه النسخة بخلوها التام من الإعلانات، كل أنواع الدعاية لن تظهر ويشمل الصفحة الرئيسية ونتائج البحث وصفحات المجموعات وكذلك ماسنجر حيث لن يتلقى المشترك رسائل إعلانية مدفوعة.
-
ما هي قيمة الاشتراك المدفوع بفيس بوك؟
لم يتم بعد الإعلان عن النسخة المدفوعة كي نتحدث عن قيمتها، وحسب تقارير إعلامية فإن الاشتراك المدفوع في النسخة المرتقبة سيكلف المستخدمين من 11 إلى 14 دولارا في الشهر.
وستكون هذه النسخة موجهة لمن لا يرغبون في ظهور الإعلانات على التطبيقات ونسخة الويب عند الولوج إلى حساباتهم والكف عن استخدام بياناتهم.
الاشتراك على ما يبدو لن يكون 5 دولار كما هو الحال في الكثير من الصحف الإلكترونية الشهيرة ومنها ما يوفر الاشتراك المدفوع بدولار لأسبوع أو أكثر.
-
هل سيصبح أيضا واتساب مدفوعا؟
بما ان خدمة واتساب هي ملك لشركة واتساب فقد رصدنا أيضا خلال الأيام الماضية تبادل المستخدمين عليه لرسائل تؤكد أنه سيصبح مدفوعا.
هذه إلى الآن أخبار مزيفة، من المعلوم أن خدمة التراسل الفوري كانت من قبل مدفوعة باشتراك رمزي سنوي، لكن مع استحواذ فيس بوك عليها أجعلتها مجانية.
حاليا تعمل الشركة على تقديم حلول للشركات ورجال الأعمال للتواصل مع العملاء من خلالها والكسب المادي من تلك الحلول والخدمات.
وبالطبع هذا يجعل الشركة تستخدم بيانات المستخدمين على واتساب من أجل تحقيق أرباح وتقديم خدمات تدفع الشركات مقابلها جيدا.
وحسب تقرير نشره موقع gadgetsnow أكد على أن فيس بوك ربما لا تفحص رسائل المستخدمين لاستخدامها لأغراض إعلانية لكنها تحصل على بيانات مهمة من هذه الخدمة.
واتضح أن هذه المعلومات متعلقة بالدفع والمدفوعات وهو ما أكدته واتساب التي قالت حرفيا بعد الترجمة: “نحن نشارك المعلومات مع مزودي الخدمات والجهات الخارجية لمساعدتنا على تشغيل وتحسين المدفوعات، والحفاظ على سجل معاملاتك، وتقديم دعم العملاء، والحفاظ على خدماتنا آمنة، بالإضافة إلى منع الاحتيال أو إساءة الاستخدام أو غير ذلك من سوء السلوك، كما أننا نشارك المعلومات التي نجمعها بموجب سياسة خصوصية المدفوعات مع موفري الخدمات التابعين لجهات خارجية بما في ذلك فيس بوك، ولتقديم المدفوعات إليك، نشارك المعلومات مع جهات خارجية أخرى بما في ذلك PSPs، مثل رقم هاتفك المحمول، ومعلومات التسجيل، ونوع الأجهزة، ورقم تعريف UPI الخاص بالمرسل، والمبلغ المدفوع”.
ولا توجد حاليا أي خطط من أجل جعل استخدام التطبيق مدفوعا أو إطلاق نسخة مدفوعة منه بمزايا إضافية منها عدم جمع المعلومات عن المستخدمين.
ومن غير المستبعد أن تقدم الشركة على هذه الخطوة في حالة نجحت التجربة مع فيس بوك أو تطورت المشاكل المتعلقة بالخصوصية مع هذه الخدمة أيضا.
-
الثقة في الإعلانات على فيس بوك بأدنى مستوياتها
الإعلانات على فيس بوك كانت ولا تزال الأداة المفضلة للترويج للأخبار المزيفة على هذه المنصة، من جهة أخرى فإنها أيضا هي التي تستخدمها الشركة من أجل جمع البيانات عن المستخدمين.
تقبل الكثير من الناس لسنوات طويلة هذه الإعلانات في هذه المنصة، حتى اتضح لهم أن الشبكة الإجتماعية تجمع البيانات لأغراض أسوأ إذ يمكن استخدام بيع تلك البيانات شركات الدراسات وكذلك شركات الاستشارات السياسية هذه الاخيرة تستخدم المنصات الإجتماعية كسلاح لنشر أفكارها والترويج للمرشحين الذين تعمل معهم ويمكنها أن تعرقل الديمقراطية في الكثير من البلدان.