الشرعية والحوثي يلطخان العند بدماء الجنوبيين
رأي المشهد العربي
أثار العدوان الحوثي الغاشم على معسكر العند بمديرية تبن في محافظة لحج جملة من التساؤلات حول دلالات توقيت الجريمة الغادرة وأبعادها في ظل صمود جنوبي في وجه العناصر المدعومة من إيران التي حاولت التسلل إلى الجنوب عبر أكثر من جبهة لكنها فشلت في تحقيق مهمتها، تزامنًا مع زيادة وتيرة التنسيق بينها وبين الشرعية الإخوانية التي عمدت طيلة الأشهر الماضية على تهيئة الأجواء التي تساعدها على تحقيق أهدافها.
ونفذت المليشيات الحوثية الإرهابية جريمة غادرة صباح اليوم الأحد باستهدافها معسكر العند خلال استعراض عسكري لتخرج دفعة جديدة من القوات المسلحة الجنوبية، ما أسفر عن استشهاد 30 شخصًا من أبناء الجنوب البواسل وإصابة العشرات، فيما تصدت الدفاعات الجوية للأهداف المعادية - المنطلقة من تعز اليمنية بحسب خبراء عسكريين - إلا أنها وجدت طريقها إلى القاعدة وخلفت عددا من الشهداء والجرحى.
إذا قمنا بتحليل أبعاد الحادث الإرهابي فإنه لا يمكن فصله عن التصعيد الإخواني الحوثي ضد الجنوب خلال الشهرين الماضيين منذ أن أفشلت الشرعية المفاوضات التي رعتها المملكة العربية السعودية للعودة مجددا إلى اتفاق الرياض وتنفيذ بنوده على الأرض، ففي تلك الفترة تضاعف حجم التنسيق بين الطرفين لاستهداف الجنوب.
ظهر ذلك واضحًا من خلال إفساح الشرعية المجال أمام المليشيات الحوثية للوصول إلى تخوم محافظة شبوة ولم يكن لديها مانع في انتشار العناصر المدعومة من إيران ضمن خطط لاعادة التموضع العسكري – بتنسيق بين الطرفين – على جبهات الجنوب استعدادا لاختراقها في أي وقت.
وفي المقابل فإن الشرعية بعثت برسائل عديدة إلى المليشيات الحوثية في محافظة تعز والتي انطلقت منها الطائرات التي استهدفت معسكر العند، إذ أن سلطتها الإخوانية في محافظة لحج عمدت على تمهيد الطريق الواصل بين المحافظتين لتسهيل مهمة الحوثي نحو التقدم إلى عمق الجنوب، واستهدفت حصار القوات المسلحة الجنوبية التي تجابه العناصر المدعومة من إيران على جبهات طور الباحة في ظل توالي التعزيزات الحوثية إلى حدود المحافظة.
ما يثير الشبهات حول تورط الشرعية أيضًا في الجريمة الحوثية أن محافظة تعز تشهد تعاشيًا سلميًا بين الطرفين، وأن انطلاق الطائرات المسيرة من المحافظة يؤكد أن الشرعية أفسحت المجال أمام إطلاقها دون أن يكون لديها أي ردة فعل ومن دون أن توجه طلقة أو رصاصة واحدة في اتجاه العناصر المدعومة من إيران، بل إنها تستمر في عمليات إنهاك المواطنين وتوظف مليشياتها لإثارة الفوضى في المحافظة بما يتيح للعناصر الحوثية ارتكاب جرائمها بكل بسهولة.
تتحمل الشرعية مسؤولية الحادث الإرهابي الأخير لأنها حاولت إجهاض القرارات العسكرية المهمة التي اتخذها المجلس الانقالي الجنوبي في محافظة لحج بعد أن أعاد هيكلة قيادة قوات الحزام الأمني في المحافظة، وأصدر قرارًا مهما بتعيين قيادات عسكرية جديدة لتأمين المحافظة بل إنها استمرت في مؤامراتها التي استهدف شغل الجنوب عن مواجهة الإرهاب الحوثي عبر إثارة الأزمات المعيشية ورعاية العصابات المسلحة التي تقوم بالجبايات وارتكاب الانتهاكات اليومية بحق المواطنين.