صمت أممي مُخزٍ من مجزرة العند

الاثنين 30 أغسطس 2021 18:00:00
صمت أممي مُخزٍ من مجزرة العند

رأي المشهد العربي

لم يصدر عن الأمم المتحدة أي بيانات إدانة أو شجب للجريمة الحوثية الغادرة على معسكر العند مساء الأحد، وكأن شيئا لم يكن بالرغم من استشهاد أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات، ولم يأخذ الحادث الغاشم نصيبه من الاهتمام الدولي مقارنة بأحداث متزامنة تقع في أفغانستان، ما يبرهن على أن هناك من يكيل بمكيالين في التعامل مع الجرائم الإرهابية بحسب رؤى القوى الدولية وأهدافها.

يعد الصمت الأممي إشارة سلبية على الدور الذي من الممكن أن يقوم به المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانز جروندبرج، والذي من المقرر أن يبدأ مهام عمله رسميًا في 5 سبتمبر المقبل، إذ أن عدم وجود ردة فعل من جانب مكتب المبعوث الأممي يشي بأن خطوات الأمم المتحدة في التعامل مع الجرائم الحوثية لن تتغير في المستقبل.

قد تكون الفترة المقبلة شاهدة على مزيد من التعقيدات على مستوى الحل السياسي لأن العناصر المدعومة من إيران ستدرك أنه لا شيء تغير على أرض الواقع، وأن تغير المسميات وحده لن يرغمها على تغيير سلوكها.

ليس مستغربًا أن تتجاهل الأمم المتحدة الجريمة الحوثية الغادرة لأنه لم يجر معاقبة العناصر المدعومة من إيران على جريمة ارتكبتها من قبل، حتى وإن كانت هناك إدانات شكلية فإنها لم تنعكس في شكل توجهات دولية تضيق الخناق على إرهابها، وهو أمر تدركه المليشيات الحوثية جيدا، وبالتالي فإنها تتمادى في تنفيذ عملياتها الإرهابية وهي مطمئنة لأنها ستكون في مأمن من العقاب.

حينما استهدفت المليشيات الحوثية مطار عدن مدعومة من الشرعية الإخوانية فإن الأمم المتحدة اكتفت بتحميل العناصر المدعومة من إيران مسؤولية الحادث الإرهابي، بالرغم من أن الجريمة كانت موجهة بالأساس إلى المجتمع الدولي الذي دعم اتفاق الرياض وساهم في تشكيل حكومة المناصفة التي استهدفتها الضربات في ذلك الحين، بما أوحى بأن هناك تواطؤا دوليا مع التنظيمات الإرهابية التي تعرقل الجهود السياسية للحل.

يتعرض الجنوب لجرائم إرهابية متتالية من المليشيات الحوثية أو الشرعية الإخوانية، إلا أنها لا تحظى بنصيبها من تسليط الضوء عليها بالرغم من أنها تستهدف المدنيين الأبرياء وتفاقم الوضع الإنساني في محافظات الجنوب ويترتب عليها انعكاسات سياسية خطيرة ترتبط بتشجيع القوى الإقليمية المعادية للسلام على الاستمرار في شراكتها وتمددها على مستوى مشروعاتها التوسعية بالمنطقة والتي تهدد الأمن والسلام الدوليين.

يتصدى الجنوب ببسالة للجرائم الغادرة دون أن يحصل على دعم يساعده على الصمود في وجه المؤامرات التي تحاك ضده، ويتسلح أبناء الجنوب بالعزيمة والإيمان بالقضية الجنوبية والاستعداد العسكري الجيد لدحر العديد من أشكال العدوان التي تتعرض لها محافظات الجنوب سواء كان عبر العمليات الإرهابية أو التصعيد العسكري أو حتى حروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية، وهو ما يجعله قادرا على التماسك سريعًا.

أولى المجلس الانتقالي الجنوبي اهتماما بفضح ممارسات الحوثي والشرعية في الجنوب خلال الأشهر الماضية بطرحها على الأمم المتحدة والأطراف الدولية الفاعلة لمنعها من مواصلة حالة الصمت ووضعها أمام مسؤولياتها على الأقل بإدانة جرائم المليشيات الحوثية والإخوانية في الجنوب وفضح تحالفهما ضد الأبرياء لإطالة الحرب واستثمار مكاسبها.