فوضى الدم.. صناعة إخوانية حوثية
تتمادى الشرعية الإخوانية في ممارساتها الإرهابية بحق أبرياء محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة مليشياتها، وهو ما قاد إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية المناوئة لها خلال الأيام الماضية.
يأتي ذلك في الوقت الذي استغلت فيه العناصر المدعومة من إيران الحالة الفوضوية المهيمنة على المحافظة لإطلاق طائراتها المسيرة باتجاه الجنوب عبر استهداف قاعدة العند مخلفة وراءها عشرات الشهداء والجرحى.
لا توجد أسباب جوهرية تدفع الشرعية لتصعيد انتهاكاتها بحق المواطنين في تعز، لأن مليشياتها مسيطرة على المحافظة، ولا تواجه مقاومة قوية، وهناك عشرات الألوية العسكرية المدججة بالأسلحة التي تتواجد في المحافظة، وبالرغم من ذلك فإنها لا تتوقف عن استهداف الأبرياء سواء كان ذلك من خلال عصاباتها المسلحة أو عبر تمهيد البيئة المواتية لإشعال الاشتباكات بين عناصرها والمواطنين، وفي النهاية تكون المحصلة واحدة وهي أن المحافظة تغرق في الفوضى.
في ظل استهداف مليشيات الإخوان للأبرياء في المحافظة فإنها على الجانب الآخر لا تقترب من المليشيات الحوثية التي تحاصر المحافظة، بل إن الوضع في كثير من المرات يشير إلى أن هناك ضربات مزدوجة توجهها الشرعية الإخوانية والعناصر المدعومة من إيران باتجاه المواطنين الأبرياء، وهو ما يبرهن على أن المحافظة تحولت إلى سوق كبيرة لتجار الحروب الذين يسعون لتأزيم الأوضاع الإنسانية والأمنية لإطالة أمد الصراع، ومن ثم الاستفادة من الدعم الذي يتلقونه من قوى إقليمية ودولية.
ولعل أبرز الجرائم التي قامت بها الشرعية أخيرا في تعز، إقدام عدد من المسلحين التابعين لها على اقتحام محل سكن فتاة تعاني من إعاقة حركية، والعبث بمحتويات منزلها ونهبها، في جريمة تعبر عن طبيعة مليشياتها التي تتجرد عن كل ما له علاقة بالإنسانية أو احترام حرمة المواطنين.
وبحسب مصادر محلية فإن أفرادا بزي مدني يتبعون ما يسمى باللواء 22 ميكا الخاضع لمليشيات الإخوان اقتحموا شقة الطالبة في جامعة العطاء نجيبة علي عقلان، بمزاعم دون دليل عليها، وكشفت عن اعتداء العناصر الإخوانية على الطالبة ودهس يديها خلال محاولتها منعهم نهب جهاز كمبيوتر وهاتف محمول.
كما امتدت مظاهر العنف المسلح إلى العناصر النسائية في مليشيات الشرعية الإخوانية بالمحافظة ذاتها، حيث قامت مسلحة إخوانية تدعى جميلة بالاعتداء على أخرى في حي الموشكي بالضرب قبل إطلاق النار على ضحيتها في كتفها.
وتروع مليشيات الشرعية الإخوانية المواطنين في محافظة تعز بجرائمها الوحشية، وانفلات مسلحيها، وبطش قياداتها لجمع الجبايات وبسط النفوذ.
وكانت الأيام الماضية شاهدة على جريمة أخرى نكراء، إذ باغت أحد مسلحي الشرعية الإخوانية شخصًا برصاصتين وسط زوجته وأطفاله بعد مطالبة المجني عليه للقاتل بمضغ القات أمام منزله.
وندد أبناء حي الجحملية في محافظة تعز أمس الأحد خلال وقفة احتجاجية بجرائم مليشيات الشرعية الإخوانية في المحافظة، وطالبوا بمحاكمة قضائية عاجلة وناجزة لقاتل المواطن صادق عبدالله الأهنومي وإحالته للقضاء، رافضين المماطلة والتسويف وإهدار حق المجني عليه.
يرى مراقبون أن جرائم الشرعية الإخوانية تخدم بشكل مباشر المليشيات الحوثية الإرهابية، لأنها تسهل مهمتها نحو الدفع بعناصرها باتجاه جبهة الساحل الغربي مرورا من تعز، وتجعل العناصر المدعومة من إيران مطمئنة إلى أنها لن تواجه أي مقاومة في المحافظة، الأمر الذي يجعلها تمضي باتجاه تصعيد جرائمها الإرهابية انطلاقا من المحافظة.