القوات المسلحة الجنوبية.. درع يحمي الوطن وسيف في وجه المعتدين
تمر اليوم الذكرى الـ 50 على تأسيس الجيش الجنوبي، والذي وقف كثيرا في وجه كل الطامعين في أرض الجنوب وخيراته، وتأتي هذه الذكرى العظيمة وسط ظروف عصيبة تمر بها المنطقة، وتحديات كبيرة يواجهها أبناء الجنوب، إلا أنهم صامدون في وجه كل هذه التحديات، متسلحون بعزيمتهم التي تضاهي شموخ الجبال، مطمئنين لأنهم تمكنوا بعد سنوات من التجاهل والإهمال من بناء قوات مسلحة تحمي الوطن من العدوان، وتقف سيفا عتيا في وجه كل من تسول له نفسه الاعتداء على مواطني الجنوب العربي، أو العبث بمستقبل الأجيال القادمة.
وفي ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي، تمر تحديات كبيرة أمام أبناء الجنوب، منها ما نجحت القوات المسلحة الجنوبية في التصدي لها، ومنها ما لم تتوافر لديها القوات الدفاعية لصدها، فكانت درسا يتعلم منه الجميع أهمية وجود جيش قوي يحمي الجنوب، ويزود عن مقدرات شعبه ومواطنيه ويحميهم من أي عدوان.
وبالرغم من نجاح القوات المسلحة الجنوبية وقدرتها على التصدي للعدوان الحوثي والإخواني، وطرد مليشيات الحوثي من أرض الجنوب بالكامل، إلا أن العدوان الإرهابي الحوثي الأخير ضد الجنوب، كشف أن القوات تحتاج وبشكل عاجل إلى منظومة دفاع جوي متقدمة تمكنها من التعامل مع الأسلحة الجوية التي تمتلكها قوى العدوان من صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، ولاسيما بعد أن أثبتت القوات المسلحة الجنوبية قدراتها الكبيرة في التصدي للعدوان الحوثي المدعوم من إيران في كل المواجهات العسكرية على الجبهات.
ويأتي آخر عدوان تعرض له الجنوب متجسدا في مجزرة العند، والتي استخدمت فيها قوى العدوان المدعومة من إيران أسلحة جوية متقدمة، عبارة عن صاروخ باليستي وطائرة مسيرة مفخخة، وهو ما لم تتمكن القوات من التصدي له لحاجتها لدفاعات جوية متطورة، وهو الأمر الذي بات ضرورة ملحة، ويجب تزويد القوات المسلحة الجنوبية به في أقرب وقت، لتستطيع القيام بواجبها الدفاعي على أكمل وجه، وتمنع أي محاولة جديدة للعدوان الحوثي.
لقد بات الجنوب العربي الظهير الحقيقي للأمن العربي، وفي مقدمة المدافعين عن الدول العربية في مواجهة أطماع إيران في المنطقة، لذا فإن تزويد القوات المسلحة الجنوبية بالمزيد من الأسلحة الدفاعية، أصبح بلا شك ضرورة وجودية ليست للجنوب وحده، بل لكل العرب، فالأمن القومي العربي بات اليوم في خطر شديد جراء العدوان المتكرر من مليشيا الحوثي وبدعم إيراني صريح ويراه العالم أجمع.
وتسعى مليشيا الحوثي ومن ورائها إيران إلى تقويض جهود القوات المسلحة الجنوبية لمنعها من حماية العاصمة عدن، في مطمع لها لاستعادة الأوضاع لما كانت عليه عام 2015م، حينما وصل العدوان الحوثي إلى الجنوب، قبل أن تتصدى له القوات المسلحة الجنوبية وتطرده شر طردة ليعود من حيث جاء مكتسيا بالهزيمة المذلة، إلا أنه لم ينس ما فعلته به القوات فيسعى بين الحين والآخر للانتقام لهزيمته، ويسعى لزعزعة الاستقرار في الجنوب.
ولا شك أن مليشيا الحوثي تعتمد في جرائمها بحق الجنوب على نظام الشرعية الإخوانية والذي يسهل لها الوصول إلى الجبهات، ويسحب قواته من أي مواجهة، في تواطؤ مفضوح لمليشيا الإخوان الإرهابية، من شأنه أن يسهل لإيران تنفيذ مخططاتها في المنطقة، إلا أن هذا التعاون الإرهابي المشترك يصطدم بصموت القوات المسلحة الجنوبية الأبية، والتي تزود عن الوطن ببسالة، وتقف حجر عثرة في وجه كل الطامعين والمعتدين والمتآمرين.
ولكن هذا الصمود الجنوبي لا يمكنه أن يستمر بدون دعم وتسليح، لذا طالب المجلس الانتقالي الجنوبي الأشقاء في التحالف العربي بدعم القوات المسلحة الجنوبية بأسلحة دفاعية نوعية تمكنها من التصدي للإرهاب الحوثي، وتحمي الأمن القومي العربي من البداية، قبل أن يمتد العدوان ويطال الجميع.