أزمة قتيل المرور.. أغبري جديد في صنعاء
تصاعدت حدة الغضب الشعبي في صنعاء جراء مقتل أحد عناصر مرور صنعاء على يد قيادي بالمليشيات الحوثية الإرهابية، وسط تهديداً من قبل زملائه بالإضراب الشامل عن العمل احتجاجاً على مقتله، في أحداث تتشابه كثيراً مع مقتل الشاب عبدالله الأغبري الذي تحاول العناصر المدعومة من إيران غلق قضيته بتنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة من المشاركين في تعذيبه وقتله بعد ضغوط شعبية قوية.
هدد رجال المرور في مدينة صنعاء بالإضراب الشامل عن العمل احتجاجا على مقتل زميلهم أحمد نشوان على يد قيادي حوثي، قبل يومين، في شارع الستين الغربي، بعد محاولة شرطي المرور إقناعه باصلاح حافلة صدمها بطقم عسكري كان يستقله.
وشكَل رجال المرور لجنة لمتابعة قضية زميلهم منددين بالتباطؤ في إجراءات التحقيق ومحاولة تمييع القضية بزعم أن القيادي الحوثي مصاب بحالة نفسية، في الوقت الذي رفضت فيه قبائل الحمية التي ينتمي إليها الشرطي القتيل، تسلم جثته ودفنه، وطالبت بمعاقبة الجاني لارتكابه جريمة قتل مشهودة في شارع عام، خلال اجتماع موسع عقد للوقوف على تفاصيل القضية.
وتتقارب قضية "نشوان" مع "الأغبري" في أكثر من جانب إذ أن الجاني في كلا الحالتين عناصر تابعة للمليشيات الحوثية الإرهابية، كما أن الحالتين تحاول مليشيات إيران التكتيم على الحادث ودفن الجثث دون أن يكون هناك تحقيق في الواقعة المرتكبة، كما أن الحالتين حظيها باهتمام واسع من الرأي العام في المحافظة وسط تعالي الأصوات المعارضة للمليشيات الحوثية الإرهابية.
في حالة الأغبري اضطرت العناصر المدعومة من إيران تحت الضغط الشعبي من خلال الخروج الاحتجاجي والذي كان هو الأول من نوعه ضد الحوثيين منذ سيطرة المليشيات على صنعاء في 2014، إلى محاكمة المتهمين وتنفيذ العقوبة بحقهم بعد مرور أكثر من عام على الواقعة، وفي حال "نشوان" فإنها من المتوقع أن تسلك الطريق ذاته أيضًا.
ما يدفع الحوثي إلى التراجع هذه المرة أيضًا، أن الغضب يأتي من إحدى المؤسسات الأمنية وأن دخول رجال المرور في إضراب شامل عن العمل سيشل حركة السير في صنعاء، إلى جانب أنه يبرهن على أن العناصر المدعومة من إيران فقدت السيطرة على واحدة من أهم المؤسسات الخاضعة لها، وهو أمر ستحاول المليشيات تلافيه بأي طريقة حتى وإن كانت التضحية بالقيادي الحوثي المتورط في الجريمة.
يرى مراقبون أن تصاعد حدة التهديدات بالإضراب الشامل بعد يوم واحد من الحكم بإعدام أربعة من المتهمين في مقتل وتعذيب الشاب عبدالله الأغبري يبرهن على أن جرائم العناصر الإرهابية لن تمر مرور الكرام وأن تيقن المواطنين من أن التصعيد الشعبي قد جاء بنتائج إيجابية سوف يدفعهم لتكرار الأمر في قضايا أخرى ستحاول المليشيات المدعومة من إيران التغطية عليها.
نفذت سلطات المليشيات الإرهابية اليوم الاثنين، حكم الإعدام بحق أربعة من قتلة الشاب عبدالله الأغبري في ساحة السجن المركزي في صنعاء، وذلك بعد أن صدقت المحكمة العليا على حكم الاستئناف بإعدام أربعة مدانيين وهم (عبد الله حسين ناصر السباعي، وليد سعيد صغير العامري، محمد عبدالواحد محمد الحميدي، دليل شوعي محمد الجربة).
ونص الحكم كذلك على سجن المدان الخامس (منيف قائد عبدالله مغلس) خمس سنوات بدلاً من حكم الإعدام، وسجن المدان السادس (عبدالله إسماعيل القدسي) 6 أشهر بدلاً من عامين.
ولقي الشاب عبدالله الأغبري في عملية تعذيب وحشية وثقت بكاميرات المراقبة في أغسطس من العام الماضي 2020م داخل أحد محال بيع الهواتف المحمولة وتحول الحادث إلى قضية رأي عام بعد تسريب الفيديوهات، وتعرضت أسرته لضغوط كبيرة للتنازل والقبول بالدية غير أنها رفضت.