بالشعارات الدينية.. المليشيات تنهب أموال المواطنين

كعادتها دائمًا، تعمل جماعات الإرهاب المسلح على استخدام الدين والشعارات الدينية في غسل أدمغة بعض البسطاء والجهلة والفقراء الذين يضعفون أمام هذه الشعارات والأكاذيب والأوهام ويتأثرون بها.

مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، وجماعة الإخوان وذراعها السياسية في اليمن حزب الإصلاح الإخواني، من أبرز الجماعات الإرهابية التي تستخدم الشعارات الدينية في خداع الناس وتضليلهم، ونهب أموالهم.

لا تتوقف هذه القضية عند الاستغلال الفكري وتخريب عقول الناس، بل تتعداه إلى انتهاز المناسبات الدينية والطائفية لجمع الأموال، وفرض الجبايات والإتاوات على المواطنين، تحت ذرائع عدة لزيادة ثروات قياداتها على حساب المواطن الذي يتم تجويعه وإفقاره وفق مخطط ممنهج.

يستخدمون بعض القضايا الإسلامية الرئيسية عند كل مسلم للعب على وتر الدين، ومن أبرزها قضية القدس والمسجد الأقصى التي جمعت باسمها مليشيا الحوثي الإرهابية ملايين الدولارات، و لم يعرف حتى الآن مصير هذه الأموال وإلى أين ذهبت؟

يستغلون قضية القدس ومسجدها الأقصى إما من خلال جمع التبرعات والإتاوات أو من خلال استغلال القضية سياسيا. والغريب أن المليشيا تعمل على جمع التبرعات من شعب يحتاج إلى التبرعات والمعونات الإنسانية العاجلة، حيث يعيشون في مناطق سيطرة الحوثي أسوأ أزمة إنسانية شهدتها البشرية في العصر الحديث.

العديد من الخبراء والمحللين السياسيين يجزمون بأن هذه الأموال تذهب لجيوب وخزائن قادة المليشيا الحوثية الإرهابية، لتمويل عملياتهم العسكرية والإرهابية، أو لتمويل العصابات الموالية لها على غرار حزب الله.

جمعت مليشيا الحوثي الإرهابية مبلغا وصل إلى 132 ألف دولار أمريكي، ضمن مبادرة حوثية سميت "الوفاء بالوفاء" لتمويل عمليات حزب الله ودعمه، وسط المعاناة التي يعيشها المواطن الذي لا يجد قوت يومه.

ويجمع الحوثيون هذه الجبايات من خلال فتح حسابات بنكية، وحث المواطنين على التبرع، وتنظيم فعاليات ميدانية في مراكز المدن، وإلزام الناس بالتوجه إليها للإسهام المالي، وكذا توكيل المشرفين الحوثيين بالنزول إلى الأرياف لذات المهمة؛ فضلا عن إجبار التجار والمستثمرين ورجال الأعمال على دفع الأموال، والويل لكل من يخالف هذه التعليمات فمصيره السجن أو القتل.

ولا يختلف نهج الشرعية الإخوانية في استخدام آلية جمع التبرعات لفرض الجبايات على المواطن عن مليشيا الحوثي الإرهابية كثيرا، فهم يستغلول القضايا المحورية للأمة، ويروج حزب الإصلاح الإخواني لحملات لجمع التبرعات تحت مسمى "تحرير الأقصى" وهي الأموال التي تفرض على التجار والمؤسسات التجارية بشكل إجباري، وتذهب هذه الأموال في النهاية لجيوب المتنفذين في حزب الإصلاح الإخواني لزيادة ثرواتهم وأرصدتهم البنكية في الخارج، ولتمويل آلة الحرب القمعية لهم ضد الجنوب وأبنائه.

ويتفق نهج مليشيا الحوثي الإرهابية مع نهج مليشيا الإخوان فيما يتعلق بطرق فرض الجبايات على المواطن، حيث لا ينظر كلا الطرفين سوى إلى مصلحتهم، وإلى تحقيق أكبر قدر من الثروات على حساب المواطن الفقير الذي يعاني في ظل الحرب والحصار ونقص الخدمات وتردي الأوضاع الصحية والمعيشية.

إنّ الملايين الذين يعيشون في فقرٍ مدقع لم تعلن المليشيات الإرهابية مرة واحدة جمع التبرعات لصالحهم، سواء الحوثية أو الإخوانية، وهو الأمر الذي يجعل المشهد عبثيا، حيث تطالب المليشيات مواطنا يعيش الفقر المدقع بأن يتبرع لقضايا خارجية، ويترك معاناته اليومية.