انتفاضة شبوة.. رسائل للداخل والخارج
بهتافات تطالب برحيل الشرعية الإخوانية، خرج أبناء شبوة في انتفاضة شعبية في وجه الاحتلال اليمني ليعلنوا رفضهم وينددوا بالأوضاع المأساوية التي وصلت إليها المحافظة من تردي في الخدمات وغياب الأمن والاستقرار وممارسات مليشيا الشرعية الإخوانية، من قتل وتعذيب واختطاف بحق أبناء المحافظة، وعمدت المليشيات الإخوانية منذ سيطرتها على شبوة قبل عاميين على ملاحقة كل صوت حر في شبوة، يقف أمام مخططاتها التخريبة، والتي تهدف إلى تفريغ شبوة من أي مكون وطني قادر على التصدي لهذه المخططات التي تدعمها قطر وتركيا، للنيل من إرادة شبوة والجنوب فعملت على تصفية واغتيال عناصر النخبة الشبوانية واعتقال عناصرها والزج بهم في سجونهم السرية وذلك دون أي مسوغ قانوني، أضف لذلك عمليات السرقة والنهب الممنهجة لنفط شبوة وتهريبه لمليشيا الحوثي الإرهابية.
كل هذه الانتهاكات وغيرها كانت بمثابة الوقود الذي أشعل نار الغضب داخل نفوس المواطن في شبوة، وهاهو اليوم يخرج في انتفاضة شعبية جارفة شارك فيها كل أبناء محافظة شبوة من كل حدب وصوب، متحدين آلة الحرب الإخوانية التي رصدت ترسانتها العسكرية ووجهتها نحو صدور المتظاهرين السلميين، والذين لم ترهبهم كل هذه الحشود العسكرية وخرجوا ليقولوا كلمتهم في وجه الظلم والطغيان، وليؤكدوا على دعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الممثل الأوحد لشعب الجنوب. ومطالبين برحيل سلطة الإخوان، وإنهاء كل أنواع الظلم والغطرسة والتنكيل وحرمان أبناء المحافظة من أبسط الخدمات في ظل استخدام كل أصناف الإرهاب والترويع لتركيع شبوة وأبنائها، وهو الأمر الذي كان يراهن عليه قيادات الشرعية الإخوانية، إلا أن ذلك الرهان تحطم وفشل أمام ثبات وصمود أبناء شبوة الأحرار.
وتحمل هذه الانتفاضة عدة دلالات ورسائل للداخل والخارج، الرسالة للداخل موجهة لجماعة الإخوان وذراعها السياسي حزب الإصلاح اليمني، ومفادها أن أبناء شبوة يعلنوا رفضهم احتلال أرضهم وأنهم قادرون على المواجهة وعلى إفشال أي مخطط من شأنه النيل من عزيمتهم واستقلالهم، والرسالة إلى الخارج يوجهها أبناء شبوة للدول التي تعبث بأمن الجنوب ومقدراته على غرار تركيا وقطر، والتي مفادها أن للجنوب شعب قادر على حماية مقدراته ولن يسمح بتمرير أي أجندات معادية على أراضيه وأن رهان النظامين التركي والقطري على جماعة الإخوان هو رهان فاشل من الدرجة الأولى.
وكعادتها دائما حاولت مليشيا الشرعية منع المظاهرات وإحباطها عبر ممارسة سياسة القمع والتنكيل، حيث قامت بنشر آلياتها العسكرية وعناصرها بشكل مكثف في كل أنحاء محافظة شبوة، فمنذ ساعات الصباح الباكر شهدت المحافظة تحركات عسكرية كبيرة لحصار بعض المدن وقامت بتنفيذ عمليات اعتقال وخطف لبعض القيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي والمواطنين الأبرياء، في خطوة استباقية منها لمنع خروج المتظاهرين وإحباط التحركات الشعبية في الشارع وهو الأمر الذي باء بالفشل الذريع، حيث خرج أبناء شبوة الأبطال رغم كل هذه المخاطر وفي خطوة تدل على إجرام وإرهاب مليشيا الشرعية الإخوانية قام عناصرها في رد انتقامي على المتظاهرين السلميين، بفتح النار على المحتجين في مدن عزان وجول الريدة والحوطة.
وطالب أهالي شبوة بضرورة طرد الشرعية الإخوانية وعودة قوات النخبة الشبوانية لممارسة مهامها من جديد وتخليص المحافظة من هذا الاحتلال البغيض.