الحوثيون في شبوة.. بدء مخطط للتوغل وسط مخاوف من رد الجنوبيين
الحرب ضد الحوثيين - تعبيرية
تثير التطورات الجارية على الأرض في محافظة شبوة، تساؤلات عما يمكن أن تؤول إليه الأحداث، في ظل تمدد المليشيات الحوثية مدعومًا بانسحابات لمليشيا الشرعية الإخوانية.
شبوة أضحت منذ عدة أيام، ساحة قتال على أكثر من جبهة، بدأ الأمر بما كان قد جرى في محافظة البيضاء المحاذية لشبوة، فهناك سيطر الحوثيون على مركز الصومعة بعد انحساب مليشيا الإخوان، فأتيحت فرصة للمليشيات المدعومة من إيران، للتوغّل صوب شبوة، وأيضًا أبين.
تمدّد الحوثيون على أطراف شبوة، وبالفعل توغلت المليشيات في مناطق عقبة ووادي خورة وأرض المحمدين في مديرية مرخة السفلى، لكن الجانب المهم هو كيف يكون السيناريو المقبل، بين اكتفاء المليشيات الحوثية بالوجود عسكريًا على أطراف شبوة أم تكمل توغلها صوب قلب المحافظة الغنية بالنفط.
عسكريًّا، يمكن للحوثيين بسهولة التوغل في قلب شبوة، وهذا راجع إلى أن النقاط العسكرية المنتشرة هناك، وهي تابعة للمليشيات الإخوانية، تنسِّق في الأساس مع الحوثيين، وبالتالي فإنّ المليشيات المدعومة من إيران سيكون سريعًا ولن يكون مرهقًا على صعيد المواجهات مرورًا بهذه النقاط، لا سيّما أن مرخة لا تبعد كثيرًا عن مدينة عتق، قلب المحافظة.
لكن في الوقت نفسه، فإنّ الحوثيين إذا ما أقدموا على التوغّل صوب قلب شبوة، ستكون مجاذفة كبيرة، فالمليشيات تتذكر كثيرًا ما جرى لها في معركة 2015، عندما تمكّنت القوات المسلحة الجنوبية، مدعومة بإسناد مباشر من القوات المسلحة الإماراتية في كسر الحوثيين بالمحافظة.
الخوف من تكرار سيناريو الحرب الماضية وبالتالي تكبّد أعداد ربما تكون غير مسبوقة من الخسائر على كافة الأصعدة لا سيّما على الصعيد البشري، ربما يدفع الحوثيين للتوقف عند أطراف شبوة، والاكتفاء بتقدم طفيف على الأرض.
ما يعزِّز من هذا الترجيح، هو حجم التقارب بين مليشيا الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية، بمعنى أن التنسيق المشترك فيما بينهما قد يكون دافعًا للحوثيين للانكفاء على تعزيز حضورهم على المناطق الحدودية عبر نشر تحشيدات عسكرية ضخمة، مع إمكانية تنفيذ عمليات إرهابية بين حين وآخر.
بيد أنّ ثمة مخاطر كبيرة على الوضع في شبوة في كلا السيناريوهين، سواء في حال تمدّد الحوثيين أرضًا أو تطويق المحافظة عبر مناطقها الحدودية في الفترة الحالية، ورفع وتيرة التنسيق مع مليشيا الشرعية.
وتثير مخاوف من أن تقبع محافظة شبوة قيد الحصار والتطويق من جهة المناطق التي يوجد فيها الحوثيون في الوقت الراهن، وهو ما قد يمثّل باكورة لتهديدات للأوضاع الأمنية والمعيشية في المحافظة التي تشهد في الأساس ترديًّا حادًا في كل الخدمات بفعل الإهمال المتعمد من قِبل السلطة الإخوانية التي تفرض سطوتها على المحافظة.
في مقابل كل ذلك، يتأهب الجنوب لمواجهة ربما تكون حاسمة، تتمثل أهيمتها فيما يخص ضرورة حماية أراضي الجنوب من أن يطالها الوجود الحوثي المدعوم إخوانيًّا.
تيقن الجنوب لهذا الخطر بشكل سريع، حسبما صرّح الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب الذي قال في بيان، أن الشعب الجنوبي وقيادته السياسية والعسكرية استشعرت حجم المؤامرة وخطورتها وضرورة اتخاذ تدابير الدفاع واستنهاض وحشد القدرات وتنظيم الجهود والإمكانيات الوطنية البشرية والمادية والاستعداد العالي والرفيع للذود عن أرض الجنوب وشعبه ومكتسباته ومنجزاته.