انتهاكات الشرعية في شبوة.. احتلالٌ إخواني يتبع سياسة القمع المنظم (أرقام)

الخميس 23 سبتمبر 2021 11:04:17
 انتهاكات الشرعية في شبوة.. احتلالٌ إخواني يتبع سياسة القمع المنظم (أرقام)

وثَّقت إحصاءات حقوقية حديثة، حجم الانتهاكات والاعتداءات التي ترتكبها مليشيا الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة، وذلك في إطار حالة من القمع المنظم التي يتعرض لها الجنوبيون من قِبل هذا الفصيل.

وأظهرت إحصاءات تداولها ناشطون، أن المليشيات الإخوانية ارتكبت خلال الأيام التي مرّت من شهر سبتمبر الجاري، 217 انتهاكًا واعتداءً.

تنوعت الاعتداءات الإخوانية بين قتل واعتقال وتعذيب وإخفاء قسري، إلى جانب قمع الاحتجاجات بقوة السلاح.

وشملت الجرائم الإخوانية، في منتصف هذا الشهر، اعتقال 104 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، في مناطق مختلفة من محافظة شبوة بينها عتق ورضوم وبيحان والصعيد وميفعة.

في الوقت نفسه، وثّقت الإحصاءات مداهمة واقتحام 13 منزلًا سكنيًّا دون مراعاة لحرمتها، و19 جريمة اقتحام بقوة السلاح لمرافق ومنشآت عامة وخاصة.

في الوقت نفسه، لا تتوقف السلطة الإخوانية المسلحة في شبوة التي يقودها المدعو محمد صالح بن عديو، عن ملاحقة وتهديد الإعلاميين والصحفيين والناشطين؛ عقابًا لهم على دور البارز في مواجهة وتوثيق إرهاب المليشيات، علمًا بأنه يتم الزج بهؤلاء في السجون، ويتعرضون لصنوف واسعة من التعذيب.

كل هذه المعلومات توثّق بشكل مباشر، مدى إشهار السلطة الإخوانية المحتلة لشبوة سياسة الحديد والنار في تسيير زمام الأمور في المحافظة، وهو ما يُوثّق حجم إرهاب هذا التيار.

إقدام مليشيا الشرعية الإخوانية على إتباع هذه السياسات في وجه الجنوبيين، يعود لأكثر من سبب، أبرزها أن مثل هذه الجرائم تحمل بُعدًا مناطقيًّا بمعنى أنّها اعتداء على الجنوبي نظرًا لهويته المستهدفة من قبل الشرعية.

في الوقت نفسه، فإنّ محافظة شبوة تمثّل إنموذجًا يعبّر عن قدر المؤامرة الإخوانية على الجنوب، وذلك من حيث أنّ الاعتداء على حقوق الإنسان على هذا النحو يمثّل الضمانة الحقيقية لهذا التيار في العمل على صناعة فوضى أمنية بما تساعد الإخوان على بسط السيطرة والنفوذ على المحافظة الغنية بالنفط.

وفيما لا يكاد لا يمر يومٌ من دون ارتكاب السلطة الإخوانية مزيدًا من الاعتداءات، فإنّ خيوط المؤامرة تكشّفت بشكل أكبر، إذ عملت مليشيا الشرعية طوال الأيام الماضية، على إفساح المجال أمام تمدّد النفوذ الحوثي في محافظة شبوة.

ومن الخطورة بمكان، أن يعيش مواطنو شبوة بين كماشتي الإخوان والحوثيين، فكلا الفصيلين يحمل قدرًا هائلًا من العداء للجنوب وشعبه، وبالتالي فسيكون ذلك سببًا رئيسيًّا أو دافعًا للترجيح بقوة أنّ الفترة المقبلة لتفاقم حدة الاعتداءات.

إلى جانب ما سبق، فإنّ الشرعية تحاول على ما يبدو جر القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، إلى مواجهة مفتوحة، فالمليشيات الإخوانية من جانب تتوسع في ارتكاب الجرائم والاعتداءات ضد المدنيين الجنوبيين، وهي في الوقت نفسه تمنح الأراضي لسيطرة المليشيات الحوثية عقب انسحاباتها المتتالية.

تتبع مليشيا الشرعية في هذا الإطار، سياسة الأرض المحروقة، التي تقوم على إشعال لهيب الأحداث على الأرض في أكثر من بؤرة، لإحداث فوضى شاملة، تتيح لها محاولة التسلل إلى العاصمة عدن، وبالتالي مصادرة القرار الجنوبي وتوجيه ضربة قاسمة لقضيته.