اتصالات الشرعية مع الحوثيين.. تسليم للمواقع وطعنة في ظهر القبائل
فتح التمدّد الحوثي في محافظة مأرب، الباب للحديث عن حجم التنسيق الآخذ في التضخم بين مليشيا الشرعية والمليشيات المدعومة من إيران.
ففي الوقت الذي أحكم فيه الحوثيون قبضتهم على مناطق عدة في مأرب، فقد تم الكشف عن اتصالات سرية للمليشيات مع قيادات إخوانية في مأرب.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع باستئناف الاتصالات بين مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وقيادات الشرعية الإخوانية في محافظة مأرب برعاية قطرية.
المصدر قال إنَّ هناك اتصالات على مستويات مختلفة بين الحوثيين وقيادات حزب الإصلاح في مأرب، وأنّ وفد مشائخ مأرب زار سرًا قبل أيام، قيادات حوثية لنقل رسائل من قيادات الإصلاح الإخواني.
بحسب المصدر، فإنّ الاتصالات الجديدة امتدادٌ لاتصالات قديمة رعتها الدوحة بهدف الوصول إلى اتفاق بشأن مأرب، ويجري فيها بحث صيغ متعددة.
الكشف عن الاتصالات الحوثية الإخوانية تزامن مع تحرك ميداني فعلي يعبّر عن حجم التنسيق المشترك، حيث سلّمت مليشيا الشرعية عقبة ملعا الاستراتيجية الواقعة بين مديريتي الجوبة وحريب بمحافظة مأرب، إلى المليشيات المدعومة من إيران.
على الأرض أيضًا، انتشرت عناصر المليشيات الحوثية على أنحاء ثلاث جبهات، متقدمة من محافظة البيضاء بعد سيطرتها على مركز الصومعة إثر انسحاب إخواني، تركزت في حريب والعبدية ومحيط الجوبة.
في المقابل، تواصل قبائل مأرب التصدي للتمدد الحوثي على الأرض، علمًا بأن خيانات الشرعية على الأرض زجّت بها في مواجهة غير متكافئة، إلا أن القبائل حقّقت قدرًا من الصمود أمام المليشيات المدعومة من إيران.
وتثير تخوفات من إقدام المليشيات الإخوانية على التنسيق والتوافق مع المليشيات الحوثية بشكل يمثّل إيقاعًا للقبائل في قبضة الحوثيين، كعملية غدر تهدف إلى تعزيز التنسيق بين هذين الفصيلين الإرهابيين.
وفيما تمكنت القبائل من إلحاق عدة خسائر بالحوثيين، فمن المحتمل أن تثأر منها المليشيات بالاستعانة مع الشرعية الإخوانية التي تسلم المواقع للحوثيين، ضمن هجمات يُخشى أن تكون هستيرية في الأيام المقبلة.