هيّا نسطو على النفط.. غزل حوثي يستهدف استقطاب إخوان الشرعية
اشتد حبل الوئام بين المليشيات الحوثية وشقيقتها الإخوانية، على نحو يوثّق حجم التنسيق المشترك بين الفصيلين المتهمين بضرب استقرار المنطقة.
ففي الوقت الذي يسرح فيها الحوثيون على أكثر من جبهة في توقيت متزامن، لوحظت عبارات الغزل والاستقطاب بين عناصر حوثية وأخرى إخوانية بما يُمهّد لطعنة جديدة يجهزها إخوان الشرعية.
الكثير من العناصر الحوثية، بما في ذلك مقربون من مراكز صنع القرار في معسكر المليشيات المدعومة من إيران، كالوا عبارات الغزل لإخوان الشرعية، لحثهم على ترك المعسكرات في جبهة مأرب، والانتقال للعيش بأمان في مناطق الحوثيين.
توقيت هذا الغزل "المفضوح" يراه محللون، بأنّه لا يثير أي استغراب، ففي الواقع هناك علاقات متجذرة بين الحوثيين والإخوان، وقد اشتدت قوة هذه العلاقات على مدار سنوات الحرب.
لكن إقدام المليشيات الحوثية على الاستنجاد بالإخوان يرتبط على ما يبدو بالتطورات العسكرية القائمة على الأرض، فالتحالف العربي شنّ على مدار الساعات الماضية، سلسلة من الغارات التي ضيّقت الخناق بشكل كبير على الحوثيين.
يُضاف إلى ذلك أيضًا، المقاومة التي تبديها قبائل مأرب، وهي لا تتصدى فقط لمساعي التمدد الحوثية، إلى جانب العراقيل أو الكمائن التي تزرعها الشرعية أو على الأقل تحاول غرسها أمام تحرك القبائل لصد المليشيات المدعومة من إيران.
اللافت أن القيادات الحوثية أغرت عناصر الإخوان بشكل أثار الدهشة، وذلك من خلال الاتفاق على تقاسم موارد النفط وأن يتم توزيعها على العناصر الموجودة في الداخل، وليس على قيادات الشرعية المقيمين في الخارج ويملؤون خزائنهم بهذه الإيرادات.
العروض تضمّنت لهجة مثيرة للاستغراب بشدة، إذا غازلت المليشيات الحوثية شقيقتها الإخوانية بطريقة عاطفية، ادعت إن عناصر الإخوان في الداخل يعانون من الحرمان، وبالتالي يحق لهم السطو على الموارد، وبالأخص النفطية، مقابل الالتحاق لصفوف الحوثيين، أو على الأقل الانتقال لصفوف المليشيات.
لا يمكن التعاطي مع تطور مثل هذا على أنه من قبيل الصدفة، لكنّه يكشف ويوثّق حجم التقارب واسع النطاق الذي يجمع بين الحوثيين والإخوان، وهي علاقات آخذة في التمدد بشكل كبير، وتعتمد على سلسلة من الخيانات العسكرية، إلى جانب أنها تقوم في شقها الآخر على النهب والسطو على الموارد لا سيّما على النفط، لتكوين ثروات ضخمة.
وبات واضحًا أن استمالة المليشيات الحوثية للشرعية الإخوانية لتسهيل السيطرة على مأرب، راجع في الأساس إلى الأهمية التي توليها الذراع الإيرانية لحسم هذه المعركة في وقت سريع.
ومنذ عدة أشهر، تحاول المليشيات الحوثية السيطرة على محافظة مأرب مستغلة انسحاب مليشيا الشرعية من مواقعها، لكنّها اصطدمت بمقاومة حاسمة من قِبل القبائل، فيما شهدت الأيام القليلة الماضية تحوّلًا لبوصلة التحرك العسكري على نحو مفاجئ لكنه لم يكن مستغربًا.