ماكينات إعلام الإخوان.. تتجاهل انفجار تعز وتستهدف الجنوب بالشائعات
فيما تحتدم الأمور في محافظة تعز، إثر تجدّد الاحتجاجات المناهضة لنظام الشرعية وتطالب بإزاحة مليشيا حزب الإصلاح، يمضي إعلام تنظيم الإخوان في سُبات عميق، مغردًا خارج نطاق الزمن.
اليوم الثلاثاء، تجدّدت الاحتجاجات في محافظة تعز، إذ خرجت أعدادٌ غفيرة من السكان في مسيرات غضب لليوم الثاني على التوالي، للتنديد بتدهور الوضع الاقتصادي وانهيار العملة المحلية.
طاف المحتجون الشوارع الرئيسية في مدينة تعز، ومزقوا وأحرقوا صورًا للرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، وطالبوا بتحسين واقعهم المعيشي ومواجهة فساد الشرعية الإخوانية، ومليشياتها الإخوانية القمعية.
ودخل التصعيد الشعبي هناك مرحلة أكبر، إذ أغلقت أسواق المدينة ومحالها التجارية، مع انهيار قيمة العملة.
في المقابل، أشهرت المليشيات الإخوانية سلاح القمع ضد المحتجين، وقد انتشرت صورٌ ومقاطع فيديو تُظهر الاعتداء الإخواني على المتظاهرين، بعدما أصدر قادة المليشيات هناك توجيهات مباشرة بقتل المحتجين وإطلاق الرصاص عليهم.
وبشكل مباشر، شوهد قائد محور تعز الإخواني خالد فاضل، وهو يوجّه مسلحيه لإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، في جريمة إخوانية أثارت غضبًا على صعيد واسع.
إزاء تفاقم وتوتر الأوضاع في محافظة تعز، وصولًا إلى خروج الأمور عن سيطرة حزب الإصلاح، فإنّ الماكينات الإعلامية التابعة لتنظيم الإخوان تعمّدت تجاهل الحدث بشكل كامل، تعبيرًا عن أنّها تعيش بمعزل عن الأوضاع هناك.
وفيما لا تثير هذا التجاهل أي استغراب، فإنّ الأمر يكشف حجم الزيف الذي يتبعه إعلام الشرعية، وتلاعبه على الرأي العام، وكيف تم توظيفه ليكون منصة لترويج الأكاذيب وإخفاء الحقائق.
وربط الكثيرون بين تعامل المنصات الإعلامية الإخوانية مع هذه التطورات الدامية، وبين تلقّفها أي شائعات تخص الجنوب، وتعتبرها مادة دسمة لترويج الادعاءات المزيفة عن الأوضاع في الجنوب.
وتعتمد مليشيا الشرعية، في أحد صنوف عدوانها على الجنوب، على حرب الشائعات، التي تستهدف استنزاف الجنوب نفسيًّا من جانب، مع العمل على محاولة تأليب الرأي العام الجنوبي ضد قيادته المتمثلة في المجلس الانتقالي بغية سحب الحاضنة الشعبية الضخمة التي يملكها المجلس، وهي حاضنة ساهمت بشكل كبير في تقوية أواصر القضية الجنوبية.
وعلى الرغم من حجم الإنفاق المهول من قِبل الشرعية الإخوانية على ماكيناتها الإعلامية ضد الجنوب، سواء وسائل الإعلام بمعناها التقليدي أو الكتائب الإلكترونية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ القضية الجنوبية لا تزال محفتظة بتماسكها بشكل كامل، وتمضي بتحقيق الكثير من المكاسب على كافة الأصعدة، بما يعضد ويوطّد من مسار العمل على استعادة الدولة وفك الارتباط.