الصرخة في شبوة.. جولة جديدة من الحرب الحوثية الإخوانية على هوية الجنوب
برهنت مليشيا الحوثي الإرهابية، على أنّ توغلها في قلب شبوة بدعم من محافظة مليشيا الشرعية الإخوانية، نابع عن مفهوم طائفي يعادي الجنوب وهويته.
تجلّى هذا الإرهاب الفكري واضحًا في فرض مليشيا الحوثي الإرهابية، معلمين موالين لها في مدارس مديريات بيحان بمحافظة شبوة، في خطوة لنشر أفكارها الطائفية والعنصرية.
بدأت الخطة، بإجراء مليشيا الحوثي استبدالًا لأسماء المدارس في المديرية بمسميات طائفية، ضمن مخططها حوثنة التعليم.
في الوقت نفسه، أظهر مقطع فيديو متداول، تلقين الطلاب في ساحة ثانوية ريدان بمديرية بيحان العليا الصرخة الحوثية بطابور الصباح، في خطوة تستهدف بث الأفكار المسمومة الطائفية في عقول الأجيال الصغيرة.
هذه الممارسات التي لوّثت محافظة شبوة، تندرج في إطار المؤامرة التي تشارك فيها الشرعية الإخوانية، التي غادرت مواقعها العسكرية في محافظة شبوة، وتركت للمليشيات المدعومة من إيران فرصة التمدد على الأرض.
ويثير التوغل الحوثي الذي بدأ عسكريًّا، وبلغ الآن حدًا فكريًّا، مخاوف الجنوبيين، بعدما تكشفت خيوط المؤامرة على القضية، وأظهرت مليشيا الشرعية وكذا مليشيا الحوثي، أنهما تشتركان في حرب تستهدف الهوية الجنوبية.
ويتكالب الإخوان مع الحوثيين، في حرب متعددة الأوجه ضد الجنوب، وتستهدف بشكل واضح العمل على ضرب أمنه واستقراره بما يفتح بابًا أمام العمل على نهب الثروات التي يزخر بها الجنوب، إلى جانب العمل على عرقلة القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، من تحقيق مزيد من المكاسب بما يخدم سير القضية على الأرض.
ولعل الدافع الأكبر الذي يقود المليشيات الإخوانية والحوثية للعمل على استهداف هوية الجنوب، هو أن تمسك الجنوبيين بهويتهم والتضحيات التي يقدمونها من أجلها، تعتبر بمثابة الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن وقضيته.
يُستدل على ذلك بحجم الرعب الذي يسيطر على مليشيا الشرعية، في حجم التلاحم الجنوبي من قِبل المواطنين، والذي اتضح في فعاليات شعبية كثيرة، تحمل رسالة واضحة بتجديد السير وراء المجلس الانتقالي دفاعًا على الجنوب، أرضًا أو هوية أو على صعيد موارده.
في المقابل، تحاول الشرعية والحوثيين أن يكون الجنوب محلًا للأفكار الطائفية المسمومة، التي تنذر بمخاطر جمة على الأمن والاستقرار، باعتبار أنّ هذه السياسات تصبح بمثابة مفرخة للمتطرفين، كما هو الحال في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، التي تعج بالكثير من هذه العناصر التي سمّمت عقولها الأفكار الحوثية.