تراخي الشرعية يمنح الحوثيين فرصة ذهبية للتصعيد العسكري

الأربعاء 29 سبتمبر 2021 11:19:01
 تراخي الشرعية يمنح الحوثيين فرصة ذهبية للتصعيد العسكري

منحت سياسات الخيانة والتراخي التي اتبعتها مليشيا الشرعية الإخوانية، فرصة ذهبية لمليشيا الحوثية الإرهابية لتتوسع في ممارساتها الإجرامية التي قامت على تصعيد عسكري متعدد الأوجه وفي جبهات عدة.

محافظة الحديدة كانت شاهدة على تصعيد حوثي، إذ شنّت مدفعية المليشيات المدعومة من إيران، خلال الساعات الماضية، قصفًا مكثفًا على مجمع مصانع إخوان ثابت في مدينة الحديدة.

وأطلقت مليشيا الحوثي، على موقع المجمع قذيفتي هاون من عيار 82، استمرارا لمحاولات المليشيات الحوثية الإرهابية إيقاف العمل في المجمع وتدميره.

كما هاجم مسلحو المليشيات بأسلحة قنص مجمع سيتي ماكس التجاري في أوقات متفرقة.

في الجهة المقابلة، تمكنت القوات المشتركة من تحديد مصادر الاستهداف والقصف، والرد عليه بالأسلحة المناسبة.

ونجحت القوات المشتركة، في تدمير مرابض المدفعية الحوثية التي استهدفت المصانع، والأسلحة القناصة، وكبدتها خسائر مادية وبشرية، حسبما كشفت مصادر عسكرية ميدانية.

في اعتداء آخر، شنّ مسلحو مليشيا الحوثي هجومًا على التجمعات السكنية في بلدة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه في محافظة الحديدة بالقذائف الصاروخية.

يأتي هذا فيما أفادت مصادر محلية بأنّ المليشيات الحوثية هاجمت منازل المواطنين، وفتحت النار من أسلحتها القناصة وأسلحة معدل البيكا، مستهدفة مزارع المواطنين والمارة بصورة متعمدة وكثيفة.

خارجيًّا أيضًا، عاودت مليشيا الحوثي تهديدها لأمن السعودية، إذ أطلقت طائرة مسيرة مفخخة باتجاه خميس مشيط في المملكة، إلا الهجوم أفشلته الدفاعات الجوية للتحالف العربي.

وكانت المليشيات الحوثية، قد أطلقت قبل أيام، أربع طائرات مفخخة وصاروخا بالستيا مدينة خميس مشيط، لكن الدفاعات السعودية تمكنت من إسقاطها.

كما أفشل التحالف العربي، تنفيذ هجوم حوثي لاستهداف طرق الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، عندما تمكّن من تدمير زورقين مفخخين يتبعان للمليشيات مساء الاثنين في منطقة الصليف بمحافظة الحديدة، بعد مراقبة استخبارية.

بلوغ التصعيد الحوثي هذه الموجة الهستيرية، جاء ممزوجًا بما تمارسه مليشيا الشرعية من خيانات عسكرية، منحت المليشيات الحوثية راحة كبيرة ومكّنتها من توجيه بوصلة إرهابها تجاه مشروعها الخبيث لتدمير المنطقة.

وتتمادى مليشيا الشرعية في تسليم الجبهات والمواقع لصالح الحوثيين، إذ باتت المليشيات المدعومة من إيران بمقدورها التوسع على الأرض دون قتال، وتجلّى ذلك واضحًا في توسع دائرة النفوذ في محافظات مأرب والبيضاء، إلى جانب التوغل في شبوة وأبين.

واستفاد الحوثيون، مما ممارسته مليشيا الشرعية من تآمر وخيانة، وتمادت المليشيات المدعومة من إيران في الاعتداء على المدنيين، بما كبّدهم عناءً على أوجه مختلفة، ليس فقط فيما يخص قصف مناطقهم، لكن الأمر يشمل تؤزمًا كبيرًا في الأوضاع المعيشية.

ففي محافظة مأرب، أعلن برنامج الغذاء العالمي وقف توزيع المعونات الشهرية في مديريتي الجوبة وحريب بشكل مؤقت بسبب الوضع الأمني.

البرنامج قال إنَّ عمليات التوزيع الشهرية للمساعدات الغذائية في مديريتي الجوبة وحريب قد توقفت مؤقتًا بسبب الوضع الأمني الحالي، الذي أثّر على ما يقرب من عشرة آلاف و400 شخص.

البرنامج الأممي لم يسمِ الحوثيين طرفًا مسؤولًا عن تؤزم الأوضاع الأمنية وهو أمرٌ بات متعارفًا عليه في أوساط المنظمة الدولية وتعاطيها الذي يوصف بـ"غير الدقيق" مع تداعيات الأزمة والحرب.

لكن في الوقت نفسه، فلا يبدو أنّ هناك حاجة من الأساس لهذا التوصيف، فالمليشيات الحوثية آخذة في التصعيد العسكري سواء في مأرب أو غيرها، مستغلة حالة التراخي التي تمارسها الشرعية والتي يُنظر إليها باعتبارها طرفًا رئيسيًّا في تمكين المليشيات المدعومة من إيران في الوصول بالحرب لما آلت إليه.