صفقات تبادل المحتجزين تفضح التآخي بين الشرعية والحوثيين

الأربعاء 29 سبتمبر 2021 17:43:40
صفقات تبادل المحتجزين تفضح التآخي بين الشرعية والحوثيين

في وقت تتغنى فيه الشرعية الإخوانية بالحديث – كذبًا – ليل نهار بأنّها تحارب المليشيات الحوثية، ينخرط الفصيلان في علاقات مشبوهة، تعزّز صفقات تبادل الأسرى.

محافظة تعز كانت شاهدة على مزيد من التقارب بين الفصيلين الإرهابيين، حيث شهدت مديرية سامع اليوم الأربعاء، تبادلًا للمحتجزين لدى الطرفين.

كعادتها، حاولت الشرعية فرض سياج من السرية على الصفقة وتفاصيلها وعدد من تضمنتها، لكن "المشهد العربي" علم من مصادر مطلعة بأنّ التبادل جرى وفق قاعدة الكل مقابل الكل، مرجحة أن العدد يتراوح بين 140 و280 فردًا من الطرفين.

تبادل الأسرى والمحتجزين الدليل الأكبر على حجم العلاقات التي تجمع بين المليشيات الإخوانية والحوثية، وهذا التقارب يمكن القول إنها منح المليشيات المدعومة من إيران فرصة إطالة أمد الحرب حتى بلغت وقتها الراهن.

وتحولت محافظة تعز إلى مسرح واسع للتآخي بين الحوثيين والشرعية الإخوانية، إذ تشهد الجبهات بينهما موتًا سريريًّا ويتقاسمان السيطرة على الأرض هناك، ويتوسعان في ارتكاب الجرائم والاعتداءات على السكان.

تفاقم هذا التنسيق زاد بشكل أكبر مع السطوة العسكرية الإخوانية المتزايدة على الأرض، وهنا الحديث يبرز تحديدًا عما يُسمى بمحور تعز الذي يخضع لسيطرة إخوانية كاملة، ويضم عناصر إرهابية تمارس عملًا مليشياوي ساهم في تغييب الأمن بشكل كامل في تعز.

وهذه الكتائب توظّفها الشرعية الإخوانية في ممارسة أبشع صنوف الاعتداء على السكان، إلى جانب جرائم الفساد والسطو التي تُمارس تحت وطأة واستغلال القبضة الأمنية الغاشمة.

لكن في الوقت نفسه، فإنّ علاقات هذا الفصيل مع الحوثيين تبقى متقاربة بشكل هائل، وقد شوهد الجانبان في أكثر من مناسبة وهما يمارسان أعمال تسليم وتسلم لمواقع على الأرض لتوسعة دائرة النفوذ طبقًا للتنسيق المشترك.

ويرسم تنسيق الإخوان المستمر مع الحوثيين وتوظيف الكتائب العسكرية في خدمة مصالح وأهداف التنظيم صورة واضحة المعالم للسياسات الخبيثة التي تهيمن على دائرة صنع القرار في معسكر الشرعية، وهو أمر ينطلي على كثير من المخاطر، إذ برهنت الشرعية طوال الفترات الماضية أنّها لا تكيل أي عداء للمليشيات الحوثية.

ولم تفلح محاولات الشرعية المتواصلة لتحسين صورتها وهي تضخ كميات هائلة من المعلومات الزائفة تدعي خلالها معاداة الحوثيين، لكنّ بقاءها مرتبط بشكل كبير بحجم تنسيق كبير مع المليشيات، باعتبار أن كلًا منهما فصيل مليشياوي تمثل الحرب فرصة ذهبية من أجل بقائه.