ضريبة تراخي الشرعية.. حملات تجنيد حوثية لتلغيم الأرض بـالوقود البشري
مستغلةً حالة التراخي التي تمارسها مليشيا الشرعية الإخوانية، تتوسّع المليشيات الحوثية في التجنيد القسري ضد صغار السن بما يوحي بشكل واضح بأنّها تتجه نحو مزيد من التصعيد العسكري.
ودائمًا ما تعمل المليشيات الحوثية على رفد الجبهات بالمزيد من العناصر لا سيّما من صغار السن، والزج بهم في الصفوف الأولى، وهي جريمة موثّقة بالكثير من الأدلة من قِبل المجتمع الدولي ومنظماته المعنية.
وفي أحدث خطواتها في هذا الإطار، تخطَّط المليشيات الحوثية الإرهابية لتجنيد الآلاف من خريجي الثانوية العامة لتدعيم صفوفها.
واعتمدت المليشيات الحوثية، على خطة ترهيب، إذ هدد خريجي الثانوية العامة بخفض الدرجات لمنع التحاقهم بالجامعات وتسهيل حملاتها لتجنيدهم.
وركّزت المليشيات الحوثية على خريجي الثانوية العامة بعد إعلانها نتائج الطلبة للعام المنصرم، إذ شهدت النتائج تدنيًّا ضخمًا في الدرجات، وهو ما تعمّدته المليشيات لتدمير مستقبل الطلاب ومنعهم من الالتحاق للجامعات ومن ثم الزج بهم في جبهات القتال.
ووُجّهت اتهامات لمليشيا الحوثي، بأنّها تستغل امتحانات ونتائج الشهادتين الأساسية والثانوية لغرض تجنيد آلاف الطلاب للقتال بجبهاتها.
وتكشف المعلومات المتداولة عن الواقعة، أنّ المليشيات الحوثية استغلت معرفتها المسبقة بنسب النجاح والرسوب في الثانوية واستغلتها ضمن المرحلة الأولى من مخطط الاستقطاب والتجنيد بصفوف خريجي الثانوية العامة.
اللافت أن المليشيات تعمدت لأسابيع المماطلة وتأخير الإعلان عن النتائج النهائية لخريجي الثانوية العامة للعام 2020 - 2021، وأرجعت ذلك لأسباب تتعلق بإتمام مهام تنفيذ حملة التجنيد.
تجنيد الطلاب سلاح يشهره الحوثيون منذ فترة طويلة، وكانت المليشيات قد أقرت في منتصف 2019 مشروع قانون يفرض التجنيد الإلزامي على طلبة المدارس والجامعات.
واستهدفت المليشيات من جرّاء هذه الخطوة، إلى تعويض النقص العددي في صفوف مقاتليها والزج بالمزيد من المدنيين لما تعرف بـ"محارق الموت".
وفيما تقابل هذه الممارسات الحوثية بالكثير من الغضب، فقد عملت المليشيات على إتباع سياسات الترهيب وربط النجاح بالانخراط في صفوف المليشيات.
وأظهرت وثائق أن المليشيات الحوثية أعفت 2864 طالبا في المرحلة الثانوية، و1976 بالمرحلة الأساسية من الامتحانات ومنحهم معدلات نجاح تراوح بين 75% و90% بعد انخراطهم بالقتال في صفوف المليشيات.
التوسُّع الحوثي في التجنيد القسري للطلاب على هذا النحو، يعني تدمير مستقبل الكثير من الأجيال، ويشير كذلك إلى أنّ المليشيات تتجه نحو التصعيد العسكري في الفترة المقبلة.
ويرتبط إقدام الحوثيين على التصعيد، بأنّ المليشيات تشعل الكثير من المواقع والجبهات مستغلة تراخي وتآمر مليشيا الشرعية الإخوانية وتسليم المواقع للمليشيات المدعومة من إيران، التي وجدت نفسها في حاجة إلى مزيد من العناصر للزج بها في هذه المواقع.