لحظة فراق
صالح علي الدويل باراس
- 27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون
- الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة*
- تحرير قطاع الاتصالات
- ترشيد الخطاب
لحظة فراق ... عندما تشتاق لاخ فقدته ... وبعد مرور ثلاثة أعوام على رحيل شيقيقي سعيد محمد الدويل ...
هاقد أُحضرت لنا القهوة .. قهوتك المفضلة ياسعيد بعد وجبة الإفطار في شهر رمضان وقد بردت القهوة على الدرجة التي تفضلها ، أين أنت ؟؟ أتراك تذكرني كما أذكرك الآن ؟؟ أتراك تتخيلني مثلما اتخيلك الآن ؟؟ هناك الكثير الذي يحتويني أرغب بمحادثتك لكن لا أعلم أين أنت .. تخبرني أحلامي بأني أراك فياليت أحلامي تلك يقين .. كم علي أن أذكر ذلك اليوم والوقت الذي سرقتك منّا رصاصات الحرب .. اشتاقك فياليتك بشوقي واشتياقي تعلم .. حينما رحلت يا سعيد عنّا فأنا كنت متيقن بأن هذا اليوم سيأتي في هذه الساعة أو بعد حين لكن أتذكر تلك النظرات التي تبادلناها حينما دقت ساعة رحيلك حينها أغمضت عيني كي أذكرها في هذا الوقت الذي أعيشه والذي سيليه يا ليتني لم أغمض عيني حينها ياليتني سرقت المزيد من نظراتك ودفنتها في قلبي قبل مخيلتي ..
لم أستطع أن أبادلك الوداع كانت لحظات حارقة متوهجة لاذعة لم أتمكن من ترديدها عليك رغم أنك ألقيت بمسمعي أشياء باردة يشوبها الصقيع تشي بأيام ضبابية كئيبة آتية لا مفر منها ..
ومضيت دون أن تهتم للركام والدخان واﻷشياء المتطايرة وراءك ، ألغيت كل الإحتمالات التي من الممكن أن تأتي بك إلينا مرة اخرى .
أذكر عندما ناديتني .. وأخبرتني بأنك ستكون بجانبي دوماً ، أريدك الآن وغداً وبعد غد أفتقدك يآ أخي ... اشتقت لتلك الذكريات الممزوجة ببراءة نفسك أفتقد تلك الأيام التي كنت أقضيها بجلها معك كنت أكتفي بوجودك بجانبي كنت سعيد جداً كم كان الوقت سريعاً .. أذكر جيداً كيف كنا نقضيه أتذكر تلك الساعة المتأخرة من الليل بعد يوم مليء بالمغامرات كنت فيها تجبرني على لعبة الصراحة كي تعلم المزيد عن حياتي كنت تختار ذلك الوقت لأنك تعلم بأني سأكون متعب وأرجو ساعة نوم لكي يأتي يوم آخر أقضيه معك لم أتخذها لعبة رغم معرفتي لهدفك من إجراء تلك اللعبة في ذلك الوقت أتذكر حينما أخبرتك أن تكف عن طرح الأسئلة فأخبرتني بأن أجيب عليها بسرعة كي يتاح لي الوقت الكافي للنوم أخبرتك بكل شيء تريده وأخبرتني ما أريد ومالا أريد معرفته عنك ..
أخي أتمنى أن لا تكون الأحداث السيئة التي مرت معي بعد فراقك ماضيا تتكرر أرجو من الله أن يجمعنا قريبا وأن يريحني من هذه الساعات التي اشغلها بذكرياتك المرحة كي أخفف من صعوبات حياتي التي أواجهها .. محتوم علينا الفراق ، أوقات قضيناها مزجناها بلهو وحب .. ياليت آلة الزمن التي سمعت عنها تكون حقيقة أسمعت عنها يا اخي ؟؟ إنها آلة ترجعك للزمن الذي تريده لكنك لن تدخل هذه الآلة غير مرة واحدة أريد أن أجربها وأكرر مضي وقتي معك ...
أذكرك يا اخي وأذكر ساعة فراقك وأذكر بعد يوم من فراقك بكيت كثيراً تذكرت كل ما قمنا به كنت أخ وصديق وقريب كنت شيء جميل في حياتي ، كنت أعظم من حضر وأنت أغلى من يغيب .. ومازالت ذكراك تجمل حياتي .
وفي احدى تلك الليالي تلاقت ارواحنا ولأني أدرك تماماً أن لقاء الارواح اسمى وارفع من لُقيا الاجساد .. جلسنا سويا واخبرتني بأنك مرتاح وسعيد بما انت فيه واخبرتني بأنك مشتاق لنا وأخبرتني بأن اقرأ والدينا السلام ، بعدها وليت مدبراً وقلت عبارة ابكتني كثيراً
قلت لي :
لا تصدق شعاراتهم ..
وصدق أبي حين ينظر في صورتي باكياً ..
ويقول في نفسه كيف تبدلت أدوارنا يا بُني، وسرت أمامي ؟؟
أنا أوّلاً !!!
جعلتني أبكي وأتعبت قلبي حينها لم أكن أعلم بأنك في هذا الوقت تذكرني لم أعلم حينها بأني تذكرتك وبكيت لأجلك لأنك تذكرني وتبكي لأجلي وتتمنى أن يكون الكون أصغر مما نرى ..
اخي الحبيب كنت أعتقد أن احصائيات ضحايا الحروب من الاروح صحيحة ، ولكني اكتشفت أن الرصاصة الواحدة لا تقتل روح واحدة فقط بل أكثر من روح ..
لن أكثر من محادثتي معك فلقد انتهى فنجان قهوتنا التي أخبرتني يوماً أن أمزجها بقليل من السكر كي تحلو حياتي دوماً ولا أشعر بمرارة أبداً ..
أحبك حبا صادقاً طاهراً يا أخي ... اسأل من الله الرحمن الرحيم أن يجمعنا بك في الفردوس الأعلى ... لا يوجد بيننا بريد... سأرسلها بقلبي وعقلي مثلما تعودنا...
وسأختم رسالتي لك بهذه الابيات للامام علي:
ألا أيها الموت الذي ليس تاركي
أرحني فقد أفنيت كل خليلِ
أراك خبيراً بالذين أحبهم
كأنك تنحو نحوهم بدليلِ
أتمنى لقاء يجمعنا ...
أخوك عامر محمد الدويل