الحوثيون والمولد النبوي.. مساعي الجبايات والتجنيد تصطدم بـالرعب الكبير

السبت 9 أكتوبر 2021 14:58:01
الحوثيون والمولد النبوي.. مساعي الجبايات والتجنيد تصطدم بـ"الرعب الكبير"

في الوقت الذي يتأهب فيه الحوثيون لاستغلال فعالية الاحتفال المولد النبوي الشريف، فإنّ ذلك لم يمنع انفجار قنبلة من الرعب داخل معسكر المليشيات.

فمنذ عدة أيام، انخرطت المليشيات الحوثية في الاستعداد للفعالية التي تستغلها بشكل سنوي في العمل على تحقيق مصالحها، سواء عملًا على نهب الأموال أو رفد الجبهات.

وبالفعل، أطلقت مليشيا الحوثي منذ أيام، حملات موسعة لجمع الأموال من السكان والتجار تحت مسمى "قافلة الرسول الأكرم"، ضمن سلوك يعبّر عن توسع المليشيات في فرض الجبايات على السكان.

وفي محافظة صنعاء، بدأ عقال الحارات يطالبون السكان بدفع مبالغ لا تقل عن خمسة آلاف ريال، وسط تهديدات متواصلة لمن يرفض دفع هذه الجباية.

وترتفع المبالغ التي يفرضها الحوثيون على التجار، إذ لا تقل عن عشرة آلاف ريال، كما تجبر المليشيات عليهم بتزيين واجهات المحال بمصابيح ضوئية ذات لون أخضر.    

هذا اللون الأخضر فُرِض على كل المنشآت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمطاعم والبنوك، في خطوة طائفية تروّج من خلالها المليشيات لسموم مشروعها الطائفي.

وتسعى المليشيات الحوثية، لأن يحضر الفعالية أكبر عدد ممكن من السكان، وفي سبيل ذلك، أصدرت توجيهات موسعة بالدعوة للحشد والحضور في مواقع محددة لحضور الفعاليات لغسل أدمغة أكبر عدد ممكن منهم، إلى جانب التصوير بأنّ لها حاضنة على الأرض، فتستخدم الصور التي يتم التقاطها في هذه المناسبات للاستهلاك السياسي.

هذه الممارسات الطائفية الحوثية لم تمنع أن تثير رعبا داخل معسكر المليشيات بالنظر إلى حجم الغضب والنفور ضدها من قِبل السكان.

وتتخوف المليشيات الحوثية من وقوع أي حدث أمني خلال هذه الفعاليات ينسف جهودها التي رمت إلى استغلال هذه المناسبة سياسيًّا وعقائديًّا، وأيضًا لرفد الجبهات بالمزيد من المقاتلين.

تُرجمت هذه المخاوف الحوثية، في توجيهات أصدرتها الميشيات لمسلحيها برفع درجة الجاهزية، حيث عزّزت من انتشارها على الأرض، وأقامت حواجز تفتيش في الشوارع الرئيسية والفرعية، مع عمليات رصد للسيارات والمركبات وكذا الدراجات النارية.

التحركات الأمنية الحوثية تعكس حجم رعب المليشيات من حدوث ما لا يُحمد عقباه بالنسبة له، في فعالية تتحضر لها منذ فترة طويلة وتستغلها لتحقيق مآربها المشبوهة.

كما أنّ هذا الرعب الحوثي يؤكّد أنّ المليشيات على قناعة بأن لا حاضنة لها، وأنّها مهما توسعت ميدانيًّا بفعل التآمر الذي تمارسه الشرعية الإخوانية، فإنّ المليشيات المدعومة من إيران تظل طريفًا ضعيفًا على الأرض.