تفجير عدن.. محاولة جديدة لإدخال الجنوب في دوامة الفوضى
سعت الشرعية الإخوانية وراء الحادث الإرهابي الغاشم الذي حمل بصماتها في العاصمة عدن، اليوم الأحد، لجذب المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الحلول العسكرية لتكون بديلا عن جهود السلام بما يقود لتغذية الصراعات والنزاعات في المحافظات الجنوبية وتحويلها إلى كرة لهب مشتعلة تخدم مصالح قوى الشر التي تعمل لحسابها، وهو أمر يدركه المجلس الانتقالي جيدا والذي يتعامل بحنكة مع إرهاب الشرعية.
يأتي الحادث الإرهابي في وقت تبذل فيه أطراف عديدة جهودا حثيثة لتهدئة الأوضاع في الجنوب وذلك لمواجهة تمدد المليشيات الحوثية الإرهابية، وبالتالي فإن أهدافها لا تنفصل عن رؤى إيران وأذرعها الإرهابية التي تحاول إغراق الجنوب في دوامة الفوضى لإطالة أمد الصراع وقطع الطريق على أي محاولات من شأنها تصويب مسار المعركة ضدها.
هناك جملة من العوامل التي تحيط بالحادث وتفسر أبعاده، إذ أنه استهدف محافظ عدن أحمد حامد لملس ووزير الزراعة المحسوب على المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة المناصفة سالم السقطري، ما يشي بأنه عمل موجه بالأساس ضد اتفاق الرياض، وتبعث الشرعية من خلاله رسائل مباشرة للمجلس الانتقالي الجنوبي مفادها أنها ترفض مساعيه لتنفيذه على الأرض وأنها ستواجه أي خطوات إيجابية على الأرض بعمليات إرهابية تقوض الاستفادة مما يجري التوصل بشأنه على مستوى إجبارها على الالتزام بما جاء فيه من تعهدات.
وكذلك فإن الحادث وقع في العاصمة عدن والتي شهدت حراكا سياسيًا ودبلوماسيًا خلال الأيام الماضية بدءا من عودة رئيس الحكومة معين عبدالملك وعدد من الوزراء وترحيب المجتمع الدولي بتلك الخطوات التي أعقبها زيارة ناجحة للمبعوث الأممي الجديد هانز جروندبرج إلى العاصمة، وبدا واضحًا أن هناك مساعي حثيثة للسير في خطوات أكبر إلى الأمام لتحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب أولا ومن ثم زيادة فاعلية مواجهة الإرهاب الحوثي.
لا ينفصل الحادث الغاشم عن مساعي المليشيات الحوثية للتمدد في المحافظات الجنوبية، بل ويمكن القول بأن الشرعية أنابت عن المليشيات المدعومة من إيران هذه المرة بعد أن تورطت بشكل مباشر في استهداف العاصمة عدن في حين أن أدوارها في السابق اقتصرت على تسهيل مهمة تنفيذ الجرائم الإرهابية من خلال تسريب معلومات العروض العسكرية وتمهيد البيئة المواتية للمليشيات لتنفيذ عملياتها.
ارتفع عدد الشهداء في الجريمة الإرهابية الغادرة، بمنطقة حجيف في مدينة التواهي بالعاصمة عدن إلى 6 أشخاص، كما ارتفع عدد المصابين إلى 7 ضحايا.
واستشهد في تفجير سيارة مفخخة خلال عبور موكب محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس، أربعة من مرافقيه هم، قائد حراسته صدام الخليفي، ومرافقه الشخصي أسامة سالم حامد لملس، والسكرتير الصحفي للمحافظ أحمد أبو صالح والمصور طارق مصطفى.
وتستهدف قيادات نافذة في الشرعية الإخوانية، أمن العاصمة عدن، لإعاقة جهود تنميتها، وزعزعة استقرارها، ورفع الحرج عن وزراء الحكومة الرافضين للعودة إلى المدينة لممارسة مهامهم.
وندد علي الكثيري، المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان، بالجريمة الإرهابية الجبانة لاستهداف محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس، ووزير الزراعة سالم السقطري، بسيارة مفخخة في حجيف بالعاصمة عدن.
كشف شهود عيان عن انفجار سيارة مفخخة بجوار مدرسة وروضة في منطقة حجيف بمديرية التواهي في العاصمة عدن، وأوضحوا أن الانفجار وقع قبل لحظات من موعد مغادرة الأطفال والطلبة، مؤكدين سقوط عدد من الشهداء الجرحى من الأجهزة الأمنية.
وتستهدف عناصر إرهابية مدفوعة من تنظيم الإخوان الإرهابي أمن العاصمة عدن واستقرارها، لترويج صورة مغلوطة عن واقع المدينة.