إرهاب الشرعية لن يمس نجاحات الانتقالي في الجنوب

الأحد 10 أكتوبر 2021 21:42:00
إرهاب الشرعية لن يمس نجاحات الانتقالي في الجنوب

هدفت الشرعية الإخوانية وراء محاولتها الإرهابية الغاشمة في العاصمة عدن اليوم الأحد أن تنال من المكاسب العديدة التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الماضية بعد أن أضحى ممثلا عن قضية الجنوب العادلة ويحظى باعتراف وتقدير واحترام المجتمع الدولي، وهو ما دفعها لاستهداف ممثلي الانتقالي ضمن الشق السياسي لاتفاق الرياض في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الخلف.

استطاع الانتقالي أن يحدث تناغمًا بين جهوده السياسية والدبلوماسية وبين حفاظه على المكتسبات التي حققها على الأرض وهو ما يدفع الشرعية للجوء إلى استخدام العنف وإشهار سلاح الاغتيالات بحق كوادره السياسية المهمة، غير أن تلك المحاولات تضع الشرعية أمام المجتمع الدولي في صورة الطرف الإرهابي الذي يرتكب نفس الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها المليشيات الحوثية لإفشال السلام.

لا يمكن الحديث عن المكاسب السياسية العديدة التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الأخيرة الماضية من دون النظر إلى البطولات التي حققها أبناء الجنوب على الأرض وساعدت في ترسيخ هذه النجاحات بعد أن تيقن المجتمع الدولي بأن هناك قوة صلبة على الأرض سيكون من المستحيل تجاوزها في أي حلول سياسية مستقبلية.

حينما نتحدث عن بطولات أبناء الجنوب فإننا لا نقصد فقط الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية -والتي حافظت على تأمين جبهة الضالع ومنعت اختراق المليشيات الحوثية وأجهضت كل محاولات اختراق العاصمة عدن وتصد محاولات تمدد الحوثي في لحج، وتحاصر الشرعية في حضرموت وشبوة- لكن أيضًا الحديث يطال الصمود الشعبي في وجه مؤامرات قوى الشر.

تواجه الشرعية الإخوانية عواصف شعبية تربك خططها الإرهابية في شبوة وحضرموت، ولم تستطع إخضاع المواطنين لها بالرغم من الأزمات التي تقصد إشعالها لإغراقهم في مشكلاتهم وأزماتهم اليومية، وفشلت في أن تجعل الهم الأول لهؤلاء هو الحصول على لقمة العيش، وذلك بعد أن واجهت بانتفاضات واحتجاجات متتالية طيلة الأشهر الماضية جعلتها تدرك بأن بقائها في الجنوب لن يدوم طويلا لأنها محاصرة بطوفان شعبي يصعب تجاوزه.

كشفت أزمة السيول الأخيرة والتي تسببت في غرق مدينة المكلا بحضرموت وكذلك مناطق عديدة بمحافظة شبوة وترتب عليها شل قدرة المواطنين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي على أن إهمال الشرعية يعد أحد وسائل الحرب التي تخوضها ضد الجنوب، ويبرهن تجاهلها التعامل مع الأوضاع الصعبة التي تركتها السيول على أنها تقصد ذلك لإثناء المواطنين عن التفرغ لمواجهة جرائمها بحقهم.

يمكن القول بأن الشرعية تجد نفسها بين كماشة القوة العسكرية للأجهزة الأمنية الجنوبية وبين الزخم الشعبي الذي يجعلها محاصرة في مناطق تواجدها، وبالتالي فإنها حينما تفشل في تحقيق تقدم عسكري تلجأ إلى استهداف المدنيين، وفي حال وجدت نفسها غير قادرة على مجابهة طوفان الغضب الشعبي ضدها تعود للتصعيد العسكري لعلها تجد سبيلا لتخفيف الضغط على مليشياتها الإرهابية.

استعانت الشرعية الإخوانية بالمليشيات الحوثية لمساعدتها على تنفيذ مخططاتها العدائية في الجنوب وأفسحت لها المجال أمام التقدم إلى محافظة شبوة الواقعة تحت سيطرتها في محاولة لقلب معادلة القوة العسكرية على الأرض، في حين أن ذلك التصعيد جعل هناك تحفز جنوبي لإنهاء إرهاب قوى الشمال المحتلة وهو ما يجعل الجنوب أمام مرحلة جديدة من النضال سيقودها متسلحًا