الشرعية أمام مأزق الإجماع الدولي على تنفيذ اتفاق الرياض
وجدت الشرعية الإخوانية نفسها أمام ضغوطات دولية متصاعدة تطالبها بتنفيذ بنود اتفاق الرياض بعد أن عمدت على إفشاله طيلة الأشهر الماضية وحاولت تجاوزه عبر الحادث الإرهابي الأخير الذي استهدف محافظ عدن أحمد حامد لملس ووزير الزراعة سالم السقطري، الأمر الذي يضعها أمام خيارات ضيقة للتعامل مع الإجماع الدولي حول إنزاله على الأرض.
في حال تهربت الشرعية من تنفيذ الاتفاق فإنها ستكون طرفًا مخربًا للاتفاق أمام المجتمع الدولي وستتزايد الضغوطات عليها لدفعها نحو الالتزام به، وفي تلك الحالة سيتأكد الجميع أنها تعمل لصالح المليشيات الحوثية التي تحاول هي الأخرى بكافة السبل الانقضاض عليه وتسعى جاهدة لعدم تهيئة الظروف المواتية لتنفيذه.
وفي حال رضخت للضغوطات فإنها ستكون أمام مأزق من نوع آخر أمام المليشيات الحوثية المتحالفة معها، تحديدا وأن هذا التحالف الشيطاني يجري برعاية قوى إقليمية معادية لن تسمح بتفككه، وبالتالي فإنها ستواجه خسائر سياسية وعسكرية لا محالة، تحديدا بعد أن أضحت تحت سيطرة توجهات التنظيمات الإرهابية التي لديها علاقات قوية مع العناصر المدعومة من إيران ولن ترضح لتفكيك أطر التعاون والتنسيق المشترك.
يرى مراقبون أن الحادث الإرهابي الأخير والذي يحمل بصمات التنظيمات الإرهابية المتحالفة مع الشرعية سيتحول إلى عبء إضافي عليها، وبدلا من تحقيق هدفها الساعي لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي فإنها ستجد نفسها أمام جملة من الأزمات التي تحاصرها، بعد أن حظي الحادث الأخير باهتمام قوى دولية عديدة أدركت حجم خطورة مخططات الشرعية والحوثي في الجنوب.
ويرجح متابعون أن تختار الشرعية الحل الأول وتتمسك بموقفها الرافض لتنفيذ الاتفاق وستحاول مجددا إفشال مهمة حكومة المناصفة التي استهدفتها بأشكال وأساليب مختلفة، وذلك بعد أن أضحت أوراق التحالف بينها وبين المليشيات الحوثية مفضوحة أمام الجميع.
أدان المبعوث الأممي الخاص، هانز جروندبرج، الهجوم الإرهابي على موكب محافظ العاصمة عدن، ووزير الزراعة، ووصف الهجمات الإرهابية بأنها تعمق انعدام الثقة وتقوّض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن والسلام.
كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم الإرهابي الفظيع على موكب محافظ العاصمة عدن ووزير الزراعة، أمس في منطقة حجيف بمديرية التواهي، ونوه في بيان صباح اليوم الاثنين، بأن تنفيذ اتفاق الرياض أمرًا ملحًا، مؤكدا أن المواطنين يستحقون العيش بسلام.
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة الهجوم الإرهابي الجبان على موكب وزير الزراعة ومحافظ العاصمة عدن، وعبرت وزارة الخارجية الإماراتية عن استنكارها الشديد للأعمال الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، مؤكدة أنها تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية.
ودعت المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود واتخاذ موقف حاسم لوقف مثل هذه الأعمال الإجرامية، وإفساح الطريق أمام الوصول إلى حل سياسي شامل.
وكذلك دعت وزارة الخارجية السعودية أطراف اتفاق الرياض إلى العمل على استكمال تطبيقه، كما استنكرت القائمة بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن، كاثي ويستلي، محاولة اغتيال محافظ العاصمة عدن ووزير الزراعة وشددت على أن الأعمال الإرهابية لن توقف الجهود الدولية لإنهاء الحرب، معبرة عن دعمها لجهود تحسين سبل العيش.
وانفجرت سيارة مفخخة أمس، خلال عبور موكب المحافظ أحمد حامد لملس، والوزير سالم السقطري، في جريمة إرهابية غادرة خلفت ستة شهداء وسبعة جرحى.
