جرائم عصابات الشرعية في حضرموت تُحتّم ضرورة رجال النخبة

الأربعاء 13 أكتوبر 2021 13:18:14
 جرائم عصابات الشرعية في حضرموت تُحتّم ضرورة رجال النخبة

جدّدت الجرائم المتتالية التي ترتكبها العصابات التابعة لمليشيا الشرعية الإخوانية في وادي حضرموت، مطالب جنوبية بضرورة إعادة قوات النخبة الحضرمية لتتولى زمام الأمور الأمنية في المحافظة.

لم تكن واقعة اعتقال الداعية طاهر بن حسين العطاس من أمام منزله عائدًا من صلاة الفجر في مدينة تريم بوادي حضرموت، بغريبة عما تشهد المحافظة من فوضى أمنية عارمة، كبّدت الجنوبيين كلفة شديدة ووثقت هول ما يتعرض له الوطن من حرب متعددة الأوجه.

فإلى جانب جريمة عتقال العطاس التي ارتكبها مسلحون مجهولون، يشتبه في انتمائهم وتبعيتهم للعصابات التابعة لمليشيا الشرعية الإخوانية، فإنّ وادي حضرموت أصبح مسرحًا لتفاقم معدلات الجريمة من قِبل هذه العصابات التي باتت أشبه بتكتلات مسلحة منحتها الشرعية صبغة رسمية.

فبين اعتقالات واغتيالات واختطافات وقمع وترهيب تتعدد صور وأشكال الجرائم التي تشهدها حضرموت، وجميعها تعبّر عن كلفة باهظة يدفعها الجنوبيون في الحرب المفروضة عليهم، والتي لا تقوم على محمل الكراهية وحسب، لكن أحد أهدافها هو إفساح المجال أمام فوضى أمنية واسعة النطاق، تسعى الشرعية من ورائها للسطو على الموارد، لا سيّما على نفط حضرموت.

وفيما حمل بيان الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، إدانة واضحة وصريحة لجريمة اعتقال الداعية العطاس، فإنّه شدد في الوقت نفسه على ضرورة إبعاد مليشيا الشرعية الإخوانية عن المحافظة.

والحديث عن إبعاد مليشيا الشرعية يتعلق تحديدًا بالمنطقة العسكرية الأولى، التي تتبع مباشرة الإرهابي علي محسن الأحمر، وتتولى تفريخ العناصر الإرهابية والمسلحة والإجرامية لتنتشر في أرجاء حضرموت.

المخاطر الهائلة التي تُحاك ضد الجنوب بشكل عام، وحضرموت بوجه خاص، استدعت مطلبًا جنوبيًّا بضرورة إعادة رجال النخبة الحضرمية، ليعملون على حفظ الأمن في أرجاء حضرموت.

واستنادًا إلى تجارب سابقة، فقد استطاعت النخبة أن تخترق قلوب الجنوبيين بعدما تمكّن رجالها من بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في الجنوب، وربما يكون هذا الأمر هو السبب الذي يقود الشرعية الإخوانية لتعمل على فرض سطوتها العسكرية الجنوب في المجمل بالمخالفة لبنود اتفاق الرياض، لتضمن نفوذًا لها ولعصاباتها على الأرض.

عودة النخبة الحضرمية مطلبٌ لم يُثَر فقط من أجل صد ووقف الجرائم الإخوانية واسعة النطاق، لكن الأمر يشمل أيضًا مواجهة لمساعي تمدّد المليشيات الحوثية الإرهابية صوب الجنوب.

ففي مطلع أكتوبر الجاري، أوصى لقاء احتضنته القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت، مع القيادات السياسية والعسكرية في المحافظة، بإعلان التعبئة العامة ورفع درجة الاستعداد القتالية لقوات النخبة.

ودعا إلى تجهيزها بالسلاح والعتاد اللازم، وحث أئمة وخطباء المساجد والمواطنين على أداء الواجب الديني والوطني بالدفاع عن الجنوب من أطماع قوى صنعاء.

يشير ذلك إلى أن التعويل يبقى على رجال النخبة في العمل على صد التهديدات التي تُحاك ضد الجنوب، وهو أمرٌ تدعمه سيرة النخبة التي سطّرت نجاحات ضخمة على مدار الفترات الماضية في صد المعتدين على أمن الجنوب.