تسليم العبدية للحوثيين.. الشرعية تخدم المليشيات وتطلق النار على جهود التحالف
بعد حصار استمرّ عدة أسابيع، سيطرت المليشيات الحوثية على مركز مديرية العبدية بمحافظة مأرب، بعد خيانة جديدة من قِبل الشرعية الإخوانية التي لا تولي أي اهتمام بمحاربة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وعلى الرغم من استماتة رجال القبائل في الزود عن أراضيهم، إلى أن المليشيات الإخوانية سلّمت مركز مديرية العبدية اليوم الجمعة لمليشيا الحوثي، في تطور عسكري مهم، كبّد المدنيين خسائر بشرية ومادية ضخمة.
ولم يستسلم رجال القبائل، لهذا الوضع على الأرض، وشنُّوا هجمات على المليشيات الحوثية لإعادة السيطرة على مركز المديرية، وسط اختفاء إخواني كامل، وقد سادت حالة من الكر والفر، انتهت بإحكام المليشيات المدعومة من إيران قبضتها على الأرض.
سيطرة المليشيات الحوثية على الأرض، تزامنت معها موجات كبيرة من النزوح وتحديدًا من مناطق الشيف والحجلة وثمدة والمزود والعر حسبما أفاد ناشطون، رصدوا تطورات الأوضاع الميدانية على الأرض.
وأنهت سيطرة المليشيات الحوثية على العبدية، حصارًا مميتًا مستمرًا منذ نحو شهر، تخلله منع مرور الأغذية والأدوية، وتزامن ذلك مع شن هجمات صاروخية كثيفة على المناطق السكنية لإجبار قاطنيها على مغادرتها.
الشرعية وهي تسلم مركز العبدية للمليشيات الحوثية، كانت قبل ساعات تتباكى على أوضاع مأرب، ويتحدث مندوبها لدى مجلس الأمن عن ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لفك الحصار الحوثي ووقف اعتداءات المليشيات وإنقاذ آلاف السكان هناك.
تزامن تسليم المديرية مع إظهار الشرعية إدانتها للأوضاع في مأرب، يكشف النوايا الحقيقية لهذا الفصيل الخاضع لسيطرة إخوانية كاملة، فالانسحاب من المواقع وتمكين المليشيات الحوثية من التمدد يعني أن الشرعية حليف مشترك مع هذا الفصيل الإرهابي المدعوم إيرانيًّا.
الخيانات التي تمارسها الشرعية على هذا النحو هي بمثابة طعنة جديدة تُسددها في ظهر التحالف العربي الذي يبذل جهودًا عسكرية هائلة من أجل صد الإرهاب الحوثي في مأرب.
التحالف أعلن أمس الخميس، أنه نفذ 36 عملية استهداف ضد عتاد وعناصر الميليشيات الحوثية التي تحاصر مديرية العبدية، جنوب مأرب، منذ 3 أسابيع.
واستطاع التحالف العربي، من خلال هذه العمليات، تدمير 11 آلية عسكرية للمليشيات الحوثية، فيما تجاوزت الخسائر بشرية 150 عنصرًا إرهابيًّا.
وفيما عزّزت جهود التحالف من آمال كسر الإرهاب الحوثي بشكل كبير في جبهة مأرب، جاءت خيانات الشرعية التي اكتملت اليوم بتسليم مركز مديرية العبدية لصالح المليشيات الحوثية، التي تجني من خلال هذه الخيانة الإخوانية، فرصة ذهبية نحو التحكم في جبهة استراتيجية تتيح لها موطئ قدم نحو السيطرة على حقول النفط، ومن ثم إيجاد خط عسكري يربط عناصر المليشيات بين مأرب وشبوة.