مظاهرات شعبية وجهود عسكرية.. الجنوب يحاصر قوى الاحتلال في لحج
اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في مدينة العند في محافظة لحج، اليوم الأحد، احتجاجا على فساد الشرعية الإخوانية، وذلك في الوقت الذي صدت فيه القوات المسلحة الجنوبية محاولة تقدم حوثية في جبهة طور الباحة شمال غرب المحافظة، وهو ما يبرهن على أن أذرع الجنوب الشعبية والعسكرية تقف بالمرصاد لقوى الشمال المحتلة التي تحاول إغراق المحافظات الجنوبية في الفوضى.
يقف المجلس الانتقالي الجنوبي حائط صد أمام قوى الاحتلال الشمالية، إذ أن شعبيته الطاغية في المحافظات الجنوبية جعلت أبناء الجنوب أكثر وعيًا بقضيتهم العادلة وأضحوا يعبرون عن رفضهم للممارسات الاحتلالية بحقهم عبر الاعتراض الشعبي السلمي الذي تجد الشرعية صعوبات جمة في التعامل معه.
وكذلك فإن اهتمام المجلس الانتقالي بالجوانب الأمنية والعسكرية انعكست بشكل إيجابي على القوات المسلحة الجنوبية التي تتصدى بين الحين والآخر لمحاولات الاختراق الحوثية في مناطق وجودها بل أنها سبب عقدة لمليشيات إيران التي فشلت في اختراق جبهة الضالع على مدار أكثر من ثلاث سنوات من التصعيد العسكري، وهو ما يساعد أبناء الجنوب المرابطين في جبهة طور الباحة تأمين مواقعهم دون السماح بتمدد العناصر المدعومة من إيران.
يرى مراقبون أن الانتقالي استطاع أن يخلق كماشة قوية في وجه قوى الاحتلال تتمثل في الذراع الشعبي الذي يلعب دور فاعل في تضييق الخناق على مؤامرات الشرعية الإخوانية، والذراع الأمني والعسكري الذي نجح في إخماد العديد من الخطط التي حاولت إغراق الجنوب في الفوضى، هذا بالإضافة إلى الذراع الدبلوماسي والسياسي الذي لعب دورا مهمًا في كشف التحالف بين الحوثي والشرعية أمام المجتمع الدولي.
وتأهبت وحدات الحزام الأمني في مديرية طورالباحة بمحافظة لحج، لتحركات مشبوهة لمليشيات الشرعية الإخوانية، ورفعت قيادة قوات الحزام الأمني درجة استعدادها القصوى في المديرية، عقب رصد تحركات عدائية للواء الرابع مشاة التابع لمليشيات الشرعية الإخوانية.
وتشهد أطراف المديرية، بحسب مصادر أمنية لـ "المشهد العربي"، عمليات تنسيق بين مليشيات الشرعية الإخوانية ومليشيات الحوثي الإرهابية، وتزامنت تحركات مليشيات الشرعية الإخوانية، بقيادة المدعو أبو بكر الجبولي، مع تصعيد لمليشيات الحوثي على مواقع القوات الجنوبية بحيفان.
على مدار الأشهر الماضية شهدت محافظة لحج محاولات عديدة من جانب سلطة الإخوان الغاشمة لتسهيل وصول المليشيات الحوثية إليها وفي كل مرة واجهت صمودا جنوبيًا بأشكال وأدوات مختلفة جعلت العناصر المدعومة من إيران تقف على حدود المحافظة دون أن تتمكن من اختراقها.
اشتبكت القوات المسلحة الجنوبية، مساء أمس السبت، مع مسلحي مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بجبهة طور الباحة شمال غرب محافظة لحج، تركزت المواجهات، بحسب مصادر ميدانية، في قطاع الضباب والهجمة والعذير، إثر تسلل عناصر المليشيا الإرهابية تجاه قطاع الضباب.
وأحبطت القوات الجنوبية محاولة التسلل، بينما تواصل المواجهات مع المسلحين الحوثيين الإرهابيين، لدحرهم من مواقعهم.
اندلعت احتجاجات شعبية غاضبة، اليوم الأحد، في مدينة العند بمديرية تبن الواقعة في محافظة لحج، تنديدًا بانهيار الظروف المعيشية للمواطنين، وأشعل المحتجون النار في إطارات السيارات، وقطعوا الطرق لعرقلة الحركة المرورية، ورددوا شعارات مطالبة برحيل السلطة الموالية للإخوان.
وحملوا الشرعية الإخوانية المسؤلية عن السياسيات المالية والاقتصادية الإجرامية لتجويع المواطنين البسطاء وتأزيم الواقع الإنساني.
وعلى صعيد الاحتجاجات الشعبية أيضًا، ندد أطباء وعمال مستشفى ابن خلدون في مديرية الحوطة بمحافظة لحج، بقرار المحافظ الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي، المدعو أحمد تركي إيقاف مدير المستشفى عن العمل، ولوحوا خلال وقفة تضامنية مع الدكتور محسن مرشد، بالتصعيد حال الإصرار على القرار، مطالبين المدعو تركي بإلغاء قراره التعسفي.
وأرجعت مصادر إصدار القرار إلى مناكفات بين الدكتور مرشد وأحد المقربين من المدعو تركي، نافية اعتماد القرار على أسباب قانونية أو مخالفات إدارية.
