إزاحة محسن الأحمر.. تمدّد الحوثيين في مأرب يحتم تصحيح المسار بإجراءات عاجلة

الاثنين 18 أكتوبر 2021 11:19:09
 "إزاحة محسن الأحمر".. تمدّد الحوثيين في مأرب يحتم تصحيح المسار بإجراءات عاجلة

تؤسّس الخيانة الميدانية الإخوانية التي انتهت بسيطرة المليشيات الحوثية، على جبهة مأرب، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تضبط مسار الحرب، ليس أقلّها تطهير الشرعية من سرطان حزب الإصلاح الإرهابي.

المليشيات الحوثية سيطرت على مناطق شاسعة من محافظة مأرب، ولم تخض في سبيل ذلك أي مواجهات عسكرية مع المليشيات الإخوانية، وذلك بعدما أقدمت الأخيرة على الانسحاب من الجبهات والمواقع.

تمادي وإتساع نطاق سيطرة الحوثيين على الأرض، يرتبط بأنّ المليشيات الإرهابية تجمعها علاقات تقارب هائلة مع الشرعية الإخوانية، وقد أدّت هذه العلاقات أدّت إلى تعقّد محاولات حسم الحرب، وطعنت محاولات التحالف العربي للقضاء على المشروع الحوثي المدعوم إيرانيًّا.

وفيما ينذر هذا الواقع المخيف بأنّ المرحلة المقبلة ستكون أشد خطرًا وأكثر تعقيدًا في إطار الأوضاع العسكرية، ومن ثم الأحوال الإنسانية، فإنّ هناك ضرورة ملحة لاتخاذ إجراءات تضمن ضبط البوصلة وتصحيح المسار.

الإجراء الرئيسي الذي يتوجب أن يتم اتخاذه في أقرب وقت ممكن، هو ضرورة إزاحة النفوذ الإخواني، والحديث هنا تحديدًا عن ضرورة الإطاحة بالإرهابي علي محسن الأحمر، فهذا القيادي الإخواني يتحمّل مسؤولية مباشرة عن تؤزم الأوضاع.

بدأت خيانات محسن الأحمر منذ صيف 2014، عندما هرب من صنعاء في هيئة حرمة سفير، تاركًا لـ20 طقمًا عسكريًّا حوثيًّا فقط قدرة السيطرة على صنعاء، رغم أنّ المنطقة العسكرية الأولى التي كان يقودها، كان بإمكانها أن تتصدى للحوثيين مبكرًا جدًا.

أكمل محسن الأحمر، بفساده وخياناته ومؤامراته، على مدار السنوات الماضية، وحوَّل الشرعية الإخوانية إلى معسكر للفساد والتآمر، حتى أصبح تسليم الجبهات والمواقع للمليشيات الحوثية حقيقة لا تتوقف الشرعية عن ممارستها على الأرض.

خطوة الإزاحة لا يجب أن تقتصر على محسن الأحمر، ذلك العجوز الذي أثقل كاهل الشرعية، لكنّ هناك حاجة ملحة لما يشبه إجراء تطهير شامل لكل القيادات الإخوانية التي ثبت تآمرها وفسادها، لا سيّما المدعو محمد علي المقدشي، الذي أشرف - برفقة الأحمر - على إلحاق عناصر إرهابية لما تسميه الشرعية "جيشًا وطنيًّا"، لكنّه تحوَّل إلى تجمع لعصابات تحمل صبغة رسمية.

هذا الجيش الذي يفترض أن يكون وطنيًّا، يجب أيضًا أن تكون بوصلته موجهة نحو محاربة المليشيات الحوثية، وهذا أمرٌ لا يبدو أنّه سيتحقق إلا من خلال إزاحة كاملة لنفوذ الإخوان من المعسكرات.

في الوقت نفسه، يلزم سحب عناصر الشرعية الموجودة في الجنوب بدون أي سبب أو مبرر كما أنّ وجودها غير قانوني طبقًا لما ينص عليه اتفاق الرياض من سحب لهذه العناصر، وأن يتم تصحيح مسارها عبر توجيهها لمحاربة المليشيات الحوثية، علمًا بأن تحقيق هذه الخطوة أمرٌ لن يتحقق إلا من خلال إزاحة النفوذ الإخواني من المعسكرات بشكل كامل.