جيش الجنوب يصد أطماع قوى الشر بالمنطقة
رأي المشهد العربي
في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة التنسيق بين الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية لم يعد هناك سوى جيش الجنوب لصد أطماع قوى الشر الإقليمية التي تحاول جاهدة نقل المعركة إلى الجنوب تمهيدا للسيطرة على المناطق الإستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب وخليج عدن، بما يقوي شوكة إيران وحلفائها قطر وتركيا في المنطقة ويشكل تهديدا داهمًا للأمن والسلم الدوليين.
مثلما لعبت القوات المسلحة الجنوبية دورا بارزا في تحرير الجنوب من قبضة مليشيات إيران قبل ست سنوات، ومثلما تمكنت من طرد المجاميع الإرهابية الإخوانية من العاصمة عدن، فإنها ستكون أمام مواجهات ليست بالسهلة بعد أن تحالف الطرفين معًا بشكل علني وأصبحا يمارسان إرهابًا مزدوجًا لا يستهدف الجنوب فحسب لكنه موجه بالأساس لضرب الأمن القومي العربي، لكنها ستكون قادرة أيضًا على دحرهما.
أعاد أبناء الجنوب تسليط الضوء مجددا على النخبة الحضرمية بعد أن دشنوا هاشتاج "النخبة درع حضرموت والجنوب" وذلك بعد ساعات من إجهاض عملية إرهابية كبيرة كانت تستهدف المنشآت الحيوية في مدينة المكلا، فيما تتصاعد المطالب بضرورة استعادة أدوار "النخبة الشبوانية" في محافظة شبوة لمواجهة عمليات تسليم وتسلم الجبهات بين الشرعية والحوثي، في الوقت الذي تلعب فيه الأجهزة الأمنية الجنوبية أدوارا مهمًة لتأمين العاصمة عدن من عمليات الغدر الإخوانية.
في ظل استمرار خيانة الشرعية بمأرب وانسحابها من مواقع جديدة بالرغم من ضربات التحالف العربي المكثفة فإن الأمل يبقى في جيش الجنوب الذي حقق من قبل انتصارات مهمة على كلا الطرفين ولديه من القدرات التنظيمية والخبراتية المطلوبة للتعامل مع هذا النوع من الإرهاب، وبالرغم من كل الصعوبات التي يواجهها وتعنت الشرعية الإخوانية في صرف مستحقات منتسبيه إلا أنه يحقق يوميًا نجاحات عديدة على جبهات مختلفة سواء كان ذلك في مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية أو مليشيات الإخوان.
تكمن قوة القوات المسلحة الجنوبية بأنها جاءت من قلب الجنوب " أبناءه"، إذ أن عزيمة أبنائه وإيمانهم بقضيتهم العادلة قادرة على أن تصنع المستحيل، كما أن بناء القوات على أسس تنظيمية سليمة يجعل هناك تفوق إيجابي لها على الأرض سيكون عاملا مساعدا لها.
لكن في الوقت ذاته فإن القوات المسلحة الجنوبية ستكون بحاجة لمزيد من الدعم العربي للتعامل مع أذرع إيران وتركيا وقطر، وعلى المستوى الدولي فإن الأمر مازال بحاجة لقناعة بأن قوات الجنوب تجابه عناصر إرهابية ارتكبت جرائم حرب بحق المواطنين الأبرياء طيلة السنوات الماضية وأن مواجهتهما عسكريًا هي السبيل الأكثر فاعلية لإرغامهما على السلام ودفعهما نحو وقف إطلاق النار.
بوجه عام يمكن القول بأن القوات المسلحة الجنوبية على أتم الاستعداد لمواجهة مساعي القوى المعادية لنقل المعركة إلى الجنوب، وأن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الاستنفار القصوى بمثابة خطوة استباقية من أجل الاستعداد الكافي للتعامل مع أي أخطار تجابه الجنوب، كما أن الدعم الشعبي والسياسي الذي تتلقاه قوات الجنوب يجعلها قادرة على صد أي اعتداءات غادرة.