تراخي الشرعية يفتح شهية الحوثي للهجمات الهستيرية
منحت سياسات التراخي التي تتبعها الشرعية الإخوانية والتي لا تخلو من أبعاد تآمرية، مليشيا الحوثي الإرهابية، قدرة واسعة على تصعيد عملياتها الإرهابية على أكثر من صعيد.
الساعات القليلة الماضية، كانت شاهدة على جنون حوثي في الجبهات، تمثّل في تجديد الهجمات الصاروخية على محافظة مأرب، بالتزامن مع تنفيذ محاولة عدائية ضد المملكة العربي السعودية.
ففي الوقت الذي تُبرهن فيه المليشيات الحوثية على وجهها الإرهابي والخبيث فيما يخص عملياتها الإرهابية التي يتمثّل قاسمها المشترك في أنّها تستهدف المدنيين، فإنّ المليشيات حصلت على جرعة فاتح شهية من خلال السياسات التي تتبعها الشرعية الإخوانية، والتي أقل ما توصف به، أنّها غارقة في سُبات عميق.
الجنون الحوثي الذي يتم التعبير عنه بكل وضوح في التصعيد العسكري المتواصل، يبعث بإشارة واضحة بأنّ المليشيات المدعومة من إيران، عازمة على المضي قدمًا نحو إطالة أمد الحرب، مستفيدة بتمدد عسكري على الأرض، لم تكن لتحرزه من دون الخيانات الميدانية التي تمارسها الشرعية الإخوانية.
ففي محافظة مأرب، أطلقت المليشيات الحوثية هجومًا صاروخيًا استهداف مناطق سكنية في المحافظة، استكمالًا لسلسلة هجمات لا تتوقف بالصواريخ الباليستية والمسيرات، في إرهاب يفترض أن يُعرِّض مرتكبيه للمساءلة الدولية.
وأحدث التصعيد الحوثي المتواصل في جبهة مأرب، الممزوج بحصار قاسٍ من أكثر من جبهة، في تعقيد الأوضاع الإنسانية، فقبل أيام أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنّ عشرة آلاف شخص نزحوا عن منازلهم بمحافظة مأرب في سبتمبر الماضي وحده، في أعلى معدل نزوح شهري في هذه المنطقة منذ بداية العام الحالي.
في الوقت نفسه، أفادت منظمة الهجرة بأنّه منذ الأول من يناير الماضي حتى الثالث من 3 سبتمبر الماضي، بلغ عدد الأشخاص الذين نزحوا من المحافظة أكثر من 55 ألف شخص، علمًا بأن مثل هذه التقديرات دائمًا ما غير دقيقة، نظرًا لوجود حالات لا يتم الإبلاغ عنها.
الجنون الحوثي في مأرب تزامن مع تصعيد آخر ارتكبته المليشيات، إذ أطلقت صاروخًا بالستيًّا استهدف أعيانًا مدنية على منطقة جازان، إلا أنّ الدفاعات الجويّة السعوديّة تمكنه من اعتراضه وتدميره.
إقدام المليشيات الحوثية على هذا التصعيد في أكثر من جبهة لا يُنظر إليه فقط بأنّه إرهاب من المليشيات المدعومة من إيران يستهدف إغراق المنطقة بالمزيد من براثن الفوضى الأمنية وبالتالي تمدّد هذه الأذرع على نطاق أوسع، لكنّ الشرعية الإخوانية تتحمل قسطًا رئيسيًّا لما يحدث على الأرض، بفعل سياساتها التآمرية، التي مثّلت خدمة كبيرة لهذه المليشيات للتمدد في أكثر من جبهة، وعلى أكثر من صعيد.