إعلام الشرعية.. شاشات تصنع الوهم وتضخ الأكاذيب
يمثّل إعلام الشرعية، نموذجًا حيًا للمتاجرة بأعباء المكلومين من أعباء الحرب وقسوتها، انسجامًا مع توجهات قيادات الشرعية الإخوانية التي تتعامل مع الحرب من منطلق استثماري بحت.
حالة من الغضب الشديد، تثور منذ فترة طويلة ولا تزال قائمة، ضد الشرعية التي تقتصر بمواجهة المليشيات من خلال تصريحات دعائية يُكال من خلالها الهجوم على المليشيات الحوثية، في محاولة للتصوير بأن الشرعية تقف في صف العداء للحوثيين.
وأنفقت الشرعية مبالغ طائلة، استقطعتها من الموارد العامة، على كتائبها الإعلامية لتسويق مفاهيم غير قائمة على الأرض أهمها الإدعاء بأنّ الشرعية تحارب الحوثيين، وهو أمرٌ لا يحدث على الأرض.
وفيما تشهد هذه الأيام تصعيدًا هستيريًّا وجنونيًّا من قِبل المليشيات الحوثية في محافظة مأرب، وما يتضمنه ذلك من حصار مدقع على المدنيين، فقد ازدادت وتيرة متاجرة الشرعية بأعبائهم.
وأطلقت الشرعية العنان أمام سياسييها ومحلليها وإعلامييها، المقيم أغلبهم في إسطنبول التركية، لتوجيه عبارات عدائية ضد المليشيات الحوثية، في محاولة للتصوير بمعاداة مأرب.
تصريحات ضيوف قنوات الشرعية يغيب عنها المنطق بكل صوره، كما أنّها تتضمن ترويجًا لمعلومات غير قائمة، ليس أقلها الزعم بأنّ ما يُسمى الجيش الوطني يُحقّق انتصارات على المليشيات الحوثية بما في ذلك في محافظة مأرب، وذلك على خير الحقيقة، إذ تسطو الشرعية على جهود رجال القبائل الذي يستميتون دفاعًا عن أراضيهم.
ما يروّجه إعلام الشرعية يناقض ما يحدث على الأرض، فما يحدث هو تسليم الشرعية المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية، بما في ذلك في محافظة مأرب، وتحديدًا العبدية التي انسحبت منها عناصر الشرعية الإخوانية، تاركة آلاف السكان بين أطنان من ذخائر الحوثي.
وقدّمت التطورات في شبوة دليلًا جديدًا على إجادة الشرعية في صناعة البروباجندا، إذ كانت الساعات الماضية شاهدة على مسرحية إخوانية جديدة، ادعت من خلالها الانخراط في اشتباك مع المليشيات الحوثية في شبوة، علمًا بأنّ مناطق شاسعة من المحافظة سلّمتها الشرعية لمليشيا الحوثي.
تجلّت البروباجندا الإخوانية واضحة في اشتباكات محدودة لم تخلّف أي خسائر، ما يعني أنّها كانت مجرد صورة لتلميع الشرعية وتحسين صورتها ليس أكثر، أو بمعنى آخر محاولة للاستهلاك المحلي.
يرتبط ذلك أيضًا بأنّ الشرعية تحدثت عن إطلاق هذه العمليات في مناطقة جبلية مفتوحة، وقد استهلكت فيها كميات ضخمة من الذخائر.
تحاول الشرعية بشتى الطرق تحسين صورتها بعدما افتضح أمر خيانتها وتآمرها لصالح المليشيات الحوثية، وبالتالي فقد وظّفت كل إمكانياتها في هذا الإطار، للترويج بأنّها طرف مجني عليها، يتصدى لعدوان حوثي، لكنها في واقع الحال متحالفة مع المليشيات.
ترويج إعلام الشرعية لهذه الأكاذيب هو جزء من سياسة عامة شبيهة تتبعها الشرعية في كل الموضوعات المطروحة على الساحة، ولا يقتصر ترويج هذه الأكاذيب على الحرب المزعومة على الحوثيين وحسب.
فأكاذيب الشرعية تتناول أيضًا الأوضاع في الجنوب، إذ يتم ترويج معلومات مغلوطة ضمن حرب نفسية يتعرض لها الجنوب، تستهدف تفتيت الشعب وبث اليأس في تحركاته نحو استعادة الدولة، إلى جانب محاولة تأليب الشعب على قيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، لكنّها مؤامرة إخوانية باءت بالفشل، بعدما أجهضها وعي الجنوبيين.