لا اشتباك ولا معركة.. مسرحية إخوانية في شبوة لغسل سمعة الشرعية

الخميس 21 أكتوبر 2021 18:05:00
لا اشتباك ولا معركة.. مسرحية إخوانية في شبوة لغسل سمعة الشرعية

رأي المشهد العربي

كانت مسرحية ركيكة تلك التي نفّذتها الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة، عندما ادعت إطلاق عملية عسكرية في شبوة ضد الحوثيين بزعم الاشتباك واستعادة المناطق التي سلّمتها الشرعية الإخوانية في الأساس لصالح المليشيات المدعومة من إيران.

منذ الوهلة الأولى، لم يساور أحدُ شكًا في أنّ الشرعية كانت بمثابة إطلاق عملية بروباجندا جديدة، حاولت من خلالها امتصاص الغضب الشعبي الذي انفجر في وجهها من جراء سياساتها التآمرية، التي تقوم على تسليم المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية.

سياسات تآمر الشرعية يُنظر إليها بأنّها السبب الرئيسي في توسع النفوذ الحوثي، فالمليشيات الإخوانية تعمل بشتى الطرق على إعادة واستقدام العناصر الحوثية لأراضي من الجنوب، في محاولة لإرهاقه أمنيًّا في إرهاصات عسكرية شاقة، تعيد بعثرة الأوراق وتعيد الأمور إلى المربع الأول.

إطلاق مثل هذه المسرحيات الركيكة التي تزعم محاربة الحوثيين تحدث في أكثر من جبهة، فأي منطقة ينسحب منها عناصر مليشيا الشرعية يعقب ذلك أحاديث عن عمليات عسكرية تزعم أن الهدف منها استعادة هذه المناطق لكن شيئًا لا يحدث.

وجاء مناقضة الشرعية لنفسها كأكبر دليل على سياساتها العبثية، فهي إن كانت محقة في محاربة الحوثيين وتطلق عمليات عسكرية في سبيل ذلك، ألم يكن من الأجدر ألا تنسحب أساسًا من الجبهات.

فمغادرة عناصر المليشيات الإخوانية لمواقعها وتسليمها للحوثيين مثّل طعنة غادرة، على نحو وثّق أن الشرعية لا تعادي المليشيات المدعومة من إيران، لكن المصالح تتقاطع فيما بينهما، حول كون الاثنان شبكة عنكبوتية إرهابية ضد الجنوب.

وحتى تنجح لعبتها، حاولت الشرعية إضفاء حقيقة مصطنعة على تحركاتها، فأطلقت هجمات بالقذائف، كانت بعيدة تماما عن الأهداف الحوثية، لكن الغرض من هذه العمليات التي نُفذت في صحراء شبوة، كان استهلاكها إعلاميًّا، بمعنى أن يتم التقاط صور لهذه العمليات تدعي من خلالها الشرعية محاربة المليشيات المدعومة من إيران.

لا يختلف هذا السيناريو الركيك عندما ظهر محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو في صورة مرتديًّا بزة عسكرية في صحراء شبوة يُطلق تهديدات للمليشيات الحوثية ويتوعدها بضربات تُسقطها.

لكن في واقع الحال، جاءت الضربات الحقيقية التي أطلقتها الشرعية كانت في ظهر شبوة التي وجد أبناؤها أراضيهم تُسلم للمليشيات المدعومة من إيران، وتحديدًا مديريات بيحان وعسيلان والعين.

مسرحيات الشرعية الركيكة لا يمكن فصلها عن التعامل الإخواني في مجمله مع الحرب القائمة، وهذا التعامل يستند إلى نظرة استثمارية بحتة مع الحرب تقوم على التكسب من ورائها، عبر السطو على الموارد، مع استهداف الجنوب باستقدام عناصر إرهابية إلى أراضيه، وبشكل خاص السماح بتمدّد النفوذ الحوثي على الأرض.