جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بعدن بين العراقة والتخلف
من أوائل الجمعيات في الوطن العربي ، ولا أُبالغ إن قلت أنها أول جمعية أُنشئت للمكفوفين في الجزيرة العربية ، وقد تم تأسيسها في أواسط القرن الماضي .
في عام ١٩٥٢م ، بدأت نشاطها بكل قوة ، قدمت خدماتها للمكفوفين كانت شعلة في عدن .
اسألوا أي عدني عن المكفوفين وأمسياتهم الفنية التي كانت محل إعجاب لكل المتفرجين .
وعن المسرحيات التي كانت إحداها مبصرون في الأرض التي نالت شهرة واسعة في ذلك الوقت ، وغيرها من المسرحيات الهادفة التي تناقش هموم الشريحة وقضاياها المختلفة ومن ذا يستطيع أن ينسى السلل والكراسي المصنوعة من الخيزران والخزف .
تراجعت هذه الجمعية وتدنَّت خدماتها شيءً فشيءً ، حتى تلاشت شعلتها وانطفأت شمعتها وخفت نورها الذي كان دليلًا للكفيف ومتكأً يستند عليه متى ما عصفت به أمواج الحياة .
وهي مأوً للطالب القادم من خارج عدن .
وهي مكانًا ترفه فيه الكفيفة عن نفسها ، وفيها فقط يتحرر الكفيف عن قيوده التي قد يكون فرضها المجتمع عليه لأنه بين أقرانه ، حتى انتها بها المطاف ورمى بها الدهر في أحد دهاليز المعلا بجانب مسجد هائل في بيت ولا أظنه بيتًا .
إنه مكان يدل على حجم المعاناة التي وصلنا لها أبناء هذه الشريحة.
تعمل بمزانية لا تكفي لأُسرة قوامها ثلاثة أفراد ، فكيف بشريحة عدد أفرادها ثلاث مئة أو يزيدون .
لا يوجد بها حمام صالح للاستعمال فكيف ببقية الأشياء .
مأساة ، والله مأساة وقمت المأساة ، إنني زرت مكاتب لمنظمات يقال أنها إنسانية ، ومعها مولد يعمل لأربعة أفراد ،
والمكفوفين سبعين شخص في غرفة أربعة في خمسة وممر بجمبها ، والكهرباء منطفئة .
تعجز الألفاظ وتحتار العبارات في وصف الحالة المزرية التي وصلت لها جمعيةً كهذه ،
في وقت امتلأت سجلات الشؤون الإجتماعية . ومكتب التخطيط والتعاون الدولي ،بأسماء مؤسسات ومنظمات ذات شعارات وأسماء رنانة .
ولكن أقول مهما قَلَّت إمكانياتنا سنمضي نحو الأفضل متحديين كل الصعوبات .
مناشدة إلى الإعلاميين والناشطين في المواقع الإلكترونية ، أن تكونوا إلى جانبنا ، وتسهموا في إخراج قضيتنا إلى الواقع ، فأنتم المنبر الذي يناقش همومنا ، والصوت الذي من خلاله نناشد جميع الجهات الحكومية المعنية بهذا الأمر ، أن تنظر إلى حالنا بعين المساواة ، ونحن لا نريد سوى حقوقنا، لا أقل ، ولا أكثر.
نقلا عن مجلة سنابل الأمل