الاحتلال الإخواني لشبوة.. يسلمون الأرض ويذبحون الشعب

السبت 23 أكتوبر 2021 14:10:00
الاحتلال الإخواني لشبوة.. يسلمون الأرض ويذبحون الشعب

لم يُشهر محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو، أسلحة لمحاربة المليشيات الحوثية، لكنه أشهر سلاحًا في وجه الجنوبيين، هو سلاح الأزمات المعيشية.

محافظة شبوة تمثّل نموذجًا حيًّا لأعباء صارخة من صنيعة مليشيا الشرعية الإخوانية، زادت حدتها كثيرًا في الفترات الماضية، في إطار حرب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب منذ فترات طويلة.

ففي الوقت الذي تتجه فيه الأوضاع في شبوة نحو مزيد من التؤزم بفعل تماهي السيطرة الحوثية بعدما تسلمت المليشيات مديريات العين وعسيلان وبيحان إثر انسحاب عناصر الشرعية الإخوانية، أقدمت الشرعية الإخوانية على اتخاذ قرار يعمّق من انهيار الوضع المعيشي، ويتمثّل ذلك في قرار رفع أسعار المحروقات.

ووصل سعر لتر الوقود من البنزين والديزل إلى ألف و150 ريالا بما يعادل 23 ألف ريال للدبة (سعة 20 لترًا)، في قرار أصبح اعتياديا خلال الشهرين الماضيين.

جرعات زيادة أسعار الوقود هي عادة إخوانية متواصلة، ترمي بشكل واضح إلى تأزيم الوضع المعيشي أمام الجنوبيين، الذين يتعرضون لحرب خدمات واسعة النطاق تشنها الشرعية، في محاولة لإغراق الجنوب بين براثن أزمات معيشية ومجتمعية قاتمة.

سلطة بن عديو الإخوانية وهي تغرِق شبوة في هذه الأزمات المعيشية، فهي تعمل في الوقت نفسه على تهريب مشتقات الوقود إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وذلك ضمن صفقات تدر على الجانبين أموالًا ضخمة وعوائد لا تحصى، بينما تؤدي إلى تأزيم الوضع المعيشي للجنوبيين.

إقدام الشرعية على ارتكاب هذه الجريمة ضد مواطني شبوة هي بمثابة استثمار يحمل أكثر من بُعد، فمن جانب تعمل الشرعية الإخوانية على نهب ثروات الجنوب واستنزافه وإفقار شعبه وإذلاله، وهو ما يُفسِح المجال أمام أعباء مضافة على المواطنين.

في الوقت نفسه، فإنّ الشرعية تراهن على سلاح الفوضى في الجنوب، فمن خلالها الإجهاز على أي معالم للاستقرار قد تجد الفرصة مواتية للانقضاض على مفاصل الجنوب بشكل كامل، في محاولة لإخضاعه للإخوان.

إقدام الشرعية الإخوانية على إشهار هذا السلاح في وجه الجنوبيين هو بمثابة محاكاة لما يقترفه الحوثيون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فالمليشيات المدعومة من إيران تجد الضمانة الوحيدة نحو تعزيز سيطرتها على الأرض تتمثّل في صناعة أزمات معيشية أمام المواطنين بشكل كامل، ومن ثم إحداث حالة من الفوضى المجتمعية الشاملة ضمن مساعي تثبيت سياسات وآليات مفاهيم حكم العصابات.

الجانب الآخر من المشهد القاتم القائم هو أنّ الشرعية وهي تتوسع في تأزيم الوضع المعيشي أمام الجنوبيين على هذا النحو، فهي تلعب النار، باعتبار أنّها حالة الغليان الشعبية المثارة حاليًّا قد تتحول إلى قنابل ناسفة تنفجر في وجه "الاحتلال الشمالي".