اجتماع الرئيس الزُبيدي مع الدبلوماسيين الأوروبيين.. حراك سياسي يصفع الشرعية
خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية شهدتها العاصمة عدن، عندما استقبل الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأربعاء، وفد الاتحاد الأوروبي في مقر المجلس.
يضم الوفد الدبلوماسي الأوروبي، نائبة رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن ماريون لاليس، والسفير الفرنسي جان ماري صفا، والسفير الألماني هيوبرت ياجر، والسفير الهولندي روبرت ديريك، والمبعوث السويدي لليمن، بيتر سمنبي.
زيارة الوفد إلى العاصمة عدن تتناول دعم جهود تطبيق اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر 2019 وضرورات عودة الحكومة إلى العاصمة.
حتى الآن، لم تُعلن نتائج هذا الاجتماع الدبلوماسي شديد الأهمية، ومن المرتقب أن يصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بيانًا يعلن فيه تفاصيل ما تم التطرق إليه خلال الاجتماع.
مراقبون اعتبروا أنّ زيارة الوفد الدبلوماسي الأوروبي للعاصمة عدن ستكون لها الكثير من التداعيات على الصعيد السياسي، فهذه الخطوة تعكس حجم القوة التي بات يملكها المجلس الانتقالي الجنوبي على الأرض كطرف فاعل ومؤثر.
كما أنّ الزيارة هي بمثابة اعتراف جديد بأنّ المجلس الانتقالي ممثلًا شرعيًّا ووحيدًا للشعب الجنوبي ويحمل لواء قضيته، ويقود مساعي شعبه نحو تحقيق حلم استعادة الدولة وفك الارتباط.
ومن المؤكد أن هذه المباحثات شهدت التطرق إلى مجمل الأوضاع في الجنوب، ولعل في مقدمتها التمدّد الحوثي الأخير في محافظة شبوة وسيطرة المليشيات على مديريات بيحان وعسيلان والعين بعد انسحاب مليشيا الشرعية.
ومن المهم أن يُطلع المجلس الانتقالي، الطرف الأوروبي بأنّ خطر الإرهاب أصبح يتفاقم في المنطقة من جديد، بفعل سياسات الشرعية الإخوانية "المتناغمة" مع المشروع الإيراني وأذرعه المسلحة في المنطقة.
ولعل الهاجس الذي يؤرق الأوروبيين دائمًا هو خطر الإرهاب، وتصنف منطقة الشرق الأوسط في أغلب الأوقات من المنظور الأوروبي بأنها منطقة مضطربة، بفعل الصراعات المحتدمة التي تشهدها على مدار الوقت.
إزاء ذلك، سيكون الجانب الأوروبي معنيًّا بضرورة العمل على وقف تفاقم خطر الإرهاب في المنطقة، والأهم في هذه الجهود هو العمل على الحيلولة دون توسع نشاط المليشيات الحوثية الإرهابية التي تنفّذ أجندة إيرانية لضرب أمن واستقرار المنطقة.
في الوقت نفسه، يجمع محللون كذلك على أنّ حرب الخدمات التي يعاني منها الجنوب من قِبل الشرعية الإخوانية، تم إطلاع الدبلوماسيين الأوروبيين عليها، مع رصد كامل وشامل للمعاناة التي يواجهها الجنوبيون منذ فترة ليست بالقليلة.
كل هذه الحقائق التي يُطلع عليها الجانب الأوروبي، ستشكل ضغطًا كبيرًا على الشرعية الإخوانية، التي عملت على السنوات الماضية، على رفع شعارات المظلومية، في محاولة للتغطية على حربها ضد الجنوب.
ويأمل جنوبيون، أن تساهم هذه التحركات الدبلوماسية التي يخطوها المجلس الانتقالي نحو إطلاع المجتمع الدولي، في العمل على إحداث تغيرات جذرية تقف حجر عثرة أمام الاستهداف المتواصل الذي يتعرض له الجنوب أمنيًّا ومعيشيًّا، وقبل هذا وذاك استهداف قضيته وهويته.