مقاطع العسكريين في شبوة تخنق الشرعية وتوثّق فضائحها
غضبًا من ممارسات الشرعية العبثية والتآمرية، لا يمر يوم من دون ظهور قيادات عسكرية في محور عتق، يعبّرون عن نفورهم من التآمر الإخواني وتسليم مديريات شبوة للمليشيات الحوثية.
الأيام القليلة الماضية شهدت زخمًا كبيرًا فيما يخص انتشار مقاطع فيديو لقيادات عسكرية، يوثقون فيها الحقيقة المؤكدة المتعلقة بإقدام الشرعية الإخوانية على تسليم المواقع للمليشيات الحوثية، لا سيّما مديريات بيحان والعين وعسيلان.
انضم أركان حرب محور عتق واللواء 30 مشاة العقيد الركن علي عمر الحاتلة إلى قائمة "كاشفي" تآمر الشرعية الإخوانية، حيث ظهر موجّهًا رسالة مناشدة للتحالف العربي بإنقاذ شبوة بعد تسليم مديريا بيحان من قِبل مليشيا الإخوان للمليشيات الحوثية.
الحاتلة قال: "ندعو أبناء شبوة والقادة العسكريين والتحالف العربي لإنقاذ محافظة شبوة من هذا العبث قبل وقوع الفاس في الرأس.. يعني قبل دخول المحافظة.
في الوقت نفسه، انتشر مقطع فيديو للعقيد عبدالكريم العياشي قائد الكتيبة السادسة في اللواء 19 مشاة في محافظة شبوة، الخاضع لسيطرة مليشيا الشرعية، وصف خلاله تسليم مديريات بيحان إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بالطعنة الغادرة من السلطة الإخوانية.
العياشي طالب في بيان مصور متداول، بإزاحة محافظ شبوة الإخواني محمد صالح عديو، عن منصبه، وقال إنّ أبناء بيحان قدموا أكثر من 9 شهداء في مواجهات مع مليشيا الحوثي الإجرامية، دون وجود لمليشيا الشرعية الإخوانية.
كما أهاب بالعسكريين الضباط الشرفاء، الوقوف بشكل عاجل في مواجهة مؤامرة مليشيا الحوثي الإرهابية ومؤامرات تنظيم الإخوان الإرهابي.
انتشار ظاهرة كشف خيانة وتآمر الإخوان يبدو أنه يحدث صداه بشكل سريع، إذ ضاق الخناق بشكل كبير على الشرعية الإخوانية التي وجدت نفسها في مرمى الاتهامات الموثقة بعدما حاولت فرض سياج من السرية حول علاقاتها التآمرية مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
وسعت الشرعية خلال الساعات الماضية، إلى التغطية على جرائمها من خلال التوجه نحو معسكر العلم وتطويقه، على نحو برهن على أنّ المسعى الإخواني في شبوة ليس وقف التمدد الحوثي باعتبار أنّها من سلمت المديريات للمليشيات، لكن المهم هو ألا يكون هناك أي حضور للنخبة الشبوانية على الأرض.
لا تنفصل كل هذه التطورات عن حالة الغضب في الشارع، فالاعتصامات التي تُنظَّم في الكثير من عديد المناطق بشبوة تنديدًا بخيانات الشرعية وتسليم المديريات للحوثيين حمل رسالة واضحة بأنّ شبوة لن ترفع راية الاستسلام بأي حالٍ من الأحوال.
وربط محللون بين إتساع دائرة الغضب مع ظهور قيادات عسكرية ناقمة على ممارسات الإخوان، واعتبروا ذلك دليلًا على أنّ شبوة ليست بمعزل عن السرب الجنوبي كما حاول البعض تصويرها.
يتفق مع ذلك المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، الذي يزيد على ذلك قائلًا إنّ هذه التطورات تؤكّد أنّ شبوة لن تقبل بما جرى من خيانات، لا سيّما من قيادات إخوان مأرب.
حاولت الشرعية للتغطية على هذه الجرائم عبر عدة وسائل وصفها نشطاء بأنها مفضوحة، تارة عبر شن هجمات غوغائية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وأخرى من خلال الزعم بأنّه مسلحيها الذي تصفهم بأنهم "جيش وطني" يتصدون للمليشيات الحوثية في أكثر من جبهة.
وحاولت الشرعية في هذا الإطار، السطو على جهود أبناء شبوة في حماية أراضيهم، ولم تكتفِ بأنها وضعتهم تحت نيران الحوثي المتواصلة، لكنّها عملت في الوقت نفسه على نسب جهودهم الميدانية إلى نفسها، حيث لوحظ على مدار الساعات الماضية، الكثير من السياسيين والنشطاء الموالين للإخوان أو المتربحين من التنظيم الترويج لأكاذيب من هذا القبيل.
يشير ذلك إلى استماتة من قِبل الشرعية الإخوانية في محاولة تحسين صورتها، بعدما ضاق الخناق بشدة عليها من جرّاء فضائحها التي أصبحت موثقة بشكل كبير ووضعها في وضع حرج ومحرج.