نصر جديد يا جنوب
رأي المشهد العربي
لم يكن لقاء عاديًا ذلك الذي جمع الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مع وفد الدبلوماسيين الأوروبيين، بقدر ما ينظر إليه بأنه نصر سياسي كبير.
المجلس الانتقالي تعرّض للكثير من محاولات التهميش من قِبل خصومه، وتحديدًا الشرعية الإخوانية التي سعت بشكل واضح إلى حشر المجلس باعتباره مجرد مكون سياسي كما غيره.
لكن واقع الحال يشير لغير ذلك، فالمجلس الانتقالي طرف قوي فاعل يحظى باعترافات إقليمية ودولية بأنه الممثل للشعب الجنوبي وحامل لواء قضيته العادلة.
زيارة الدبلوماسيين الأوروبيين إلى العاصمة عدن ولقاؤهم بالرئيس عيدروس الزُبيدي، هي رسالة طمأنة لكل الجنوبيين، مفادها أنّ الجنوب لا يزال طرفا فاعلا وحاضرا على الطاولة بما يؤسس لحضور أكثر قوة في المرحلة المقبلة في أي مفاوضات مرتقبة للحل السياسي.
هذا الاجتماع المهم يحمل رسالة إلى الشرعية، بأنّ محاولاتها للإدعاء بأنها الكلمة العليا في الجنوب وتحديدًا في أن العاصمة عدن تخضع لها أمر من واقع الخيال، وأن الحرص الدولي على الاستماع لقيادات المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي يعني أنّ هناك قضية وطن يُسمع لها.
لعل سائلًا هنا قد يسأل عن كيفية وصول الجنوب إلى هذه النقطة، وهنا الإجابة واضحة إذ يعود الأمر بشكل واضح إلى السياسات الحكيمة التي اتبعها المجلس الانتقالي طوال الفترة الماضية، والتي وضعت مراعاة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب على رأس الأولويات مع الحرص على تغليب لغة السلام والاستقرار، دون أن يكون هناك أي تقصير تجاه قضية الجنوب الرئيسية وهي استعادة الدولة.
يبقى الأمر المهم الآن هو سيناريو المرحلة المقبلة، وهنا الحديث أصبح منصبًا على سير القضية الجنوبية ذاتها ومساعي الشعب الصامد نحو استعادة دولته مدعومًا بتحركات واعية حكيمة من قِبل قيادته الوطنية (المجلس الانتقالي).
ففي الوقت الذي يحرص فيه المجتمع الدولي على وضع حد للحرب القائمة منذ أكثر من سبع سنوات، فإنّ وضع الجنوب سيكون جزءًا من ذلك الحل، بمعنى أنّ المجتمع الدولي تشكلت لديه قناعة بأنّه لا يمكن تجاهل مطالب الجنوبيين الرامية إلى استعادة دولتهم وهو توجّه لا يمكن التراجع أو التخلي عنه.