وفاة جنيني شبوة.. الشرعية تحارب الجنوب بسلاح الإهمال الطبي

الخميس 28 أكتوبر 2021 11:22:00
 وفاة جنيني شبوة.. الشرعية تحارب الجنوب بسلاح الإهمال الطبي

يعيش الجنوب ترديًّا حادًا في القطاع الصحي، إذ انهارت المنظومة الطبية بفعل سياسة الإهمال التي اتبعتها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب وشعبه منذ فترة طويلة.

محافظة شبوة تمثّل نموذجًا لهذه الحرب البشعة التي لا تتوقف طلقاتها، لدرجة أن الكلفة التي يدفعها الجنوبيون من جرّاء ما يتعرضون له، لم تعد تقتصر على الكبار لكنّها طالت أيضًا "روحين" لم ترَ أعينهما نور الدنيا ولو للحظة واحدة.

مستشفى عزان في مديرية ميفعة شهدت واقعة مؤسفة، عندما فقدت سيدتان مولوديهما، خلال عمليتي ولادة قيصرية، في جريمة إهمال طبي.

في التفاصيل، كشف صالح محمد باشعيب زوج إحدى السيدتين، عن إغماء زوجته وإصابتها بنزيف حاد وتمزق في الرحم، بعد تلقيها إبرة الطلق وعدم مراقبتها من الكادر الطبي.

الضحية الأخرى كشف تفاصيلها عبدالله أبوبكر الحداد زوج السيدة الثانية، قائلًا إنّ إهمال الممرضة والقابلات لحالة زوجته لأكثر من ساعة ونصف الساعة، نتج عنه مضاعفات أدت إلى وفاة الجنين.

تعبِّر هذه الواقعة المؤسفة عن حجم الإهمال الصحي واسع النطاق الذي ضرب محافظة شبوة منذ فترات طويلة، ضمن حرب تتعدد صنوف أسلحتها الغاشمة، وكبّدت المواطنين كلفة لا تضاهيها كلفة.

على وجه التحديد، يعاني مستشفى عزان من ارتباك إداري في كل الأطقم الطبية وتوقف أو نقص ملحوظ في تقديم الخدمات الطبية، كما أنّ المستشفى بحجم الإهمال المتعمد لم يستطع الصمود أمام تفشي وباء كورونا.

وأصبحت مستشفيات شبوة مرتعًا لحالة من الفوضى الخدمية واسعة النطاق، وتعود مسؤولية هذه الأوضاع المتردية إلى السلطة الإخوانية التي يقودها المدعو محمد صالح بن عديو الذي أشرف على إغراق شبوة في هذا الإهمال الحاد، مكتفيًّا بالعمل على السطو والنهب على موارد المحافظة الغنية بالنفط.

وفيما يعتبر الإهمال الطبي المتعمد سلاحًا لا يقل عن إطلاق الرصاص عن المواطنين، فمن المستبعد أن تتم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، باعتبار أن هذه الأعباء تغذيها السلطة الإخوانية كعقاب جماعي ضد الجنوبيين.

وهناك الكثير من ضحايا الإهمال الطبي على مدار الفترات الماضية، وقد طالب ذووهم بمحاسبة من ارتكبوا هذا الإهمال، لكن شيئًا لم يحدث، ولم تكن هناك أي استجابة من قِبل السلطة المعنية، ما يعني أنّها جزءً رئيسٌ من هذه الحرب.

الإهمال في مستشفى عزان على وجه التحديد فاق المحتمل، وذلك بعدما عزفت السلطة الإخوانية عن توفير احتياجات المستشفى، في جريمة مروعة قادت محمد بجنف مدير المستشفى للاستقالة من منصبه، قبل يومين، بعد تخلي السلطة الإخوانية عن وعودها بدعم المستشفى وتدبير احتياجاته.

استقالة مدير المستشفى وثَّقت جانبًا كبيرًا من حجم الإهمال المتعمد الذي يتعرض له القطاع الطبي في شبوة، وهو إهمال يطال كل المستشفيات في شبوة، في إطار حرب جماعية شعواء يتعرض لها الجنوب.

كما اندرج في إطار "الكوميديا السوداء" أن تخرج الكثير من مستشفيات شبوة عن الخدمة بسبب نقص كميات الوقود اللازمة لتشغيل أجهزتها، في خطوة متعمدة من قبل الشرعية الإخوانية التي سعت لإغراق الجنوب بين براثن هذه الأعباء.

كما أنّ "الأخونة" تعتبر أحد أسلحة سلطة بن عديو لإرهاق الجنوب بالأزمات، ودفع القطاع الصحي الثمن الأكبر في هذا الإطار بعدما وُضِعت عناصر إخوانية في مواقع إدارية مهمة، وكان نتاج ذلك إحداث قدر أكبر من التؤزم للوضع الصحي في المحافظة.

واعتمدت السلطة الإخوانية في تعييناتها في القطاع الصحي على عناصر تميل بالولاء لحزب الإصلاح دون أن تكون لديها أي كفاءات أو تكون حتى من أهل التخصص، علمًا بأنّ هذه التعيينات تشمل الصفوف الأولى، وتحديدًا مديري الصحة.

تدمير القطاع الصحي على هذا النحو الممنهج فتح الباب واسعًا أمام انتشار الأوبئة بشكل كبير، بعدما وجد المواطنون أنفسهم محاصرين بين كم كبير من الأمراض التي تنتشر عدواها بقوة دون أن يكون أي تدخل من قِبل الجهات المعنية.